باب العشم منا اشتكى

باب العشم منا اشتكى







باب العشم  منا اشتكى
فاطمة عمارة
نبنى على مدى
حياتنا العديد من الصداقات والعلاقات الانسانية نزودها دخلنا بقدر من العشم مناسب
لرصيد العشرة.. ونبدأ فى التصرف  على
سجيتنا بلا مراعاة لبعض الاساسيات التى تحافظ على تلك العلاقات وكلها تحت مسمى
" العشم ".
والعشم يعنى الرجاء وجاء فى لسان العرب: " العَشَم - بسكون الشين وفتحها
– الطَّمَعُ"، وفى المعجم الوسيط: "عَشِمَ فلانٌ عَشَماً، وعَشَمَةً:
طَمِعَ"
. والمقصود طمعاً فى كرمك او فضلك او معونتك.
ينشأ العشم بين شخصين يربط بينهما نوع من
الحب الانسانى سواء كانت العلاقة اخوة او ابوة او صداقة .. ولا يحتاج احد ان يذكر
العشم إلا عند حدوث تصرف يتسبب فى صدمة احداهما وهنا يظهر العشم .. فالاول يبرر
تصرفه انه من " باب العشم " والثانى يصدر عنه " مكنش العشم "
وعلى حسب مساحة هذا العشم اما يتم التغاضى عن الموقف مع ترك اثر فى النفس او
الوقوف وقطع كل حباله.
باب العشم منا اشتكى ، علقنا عليه كل اساءة
وتجاهلنا ادبيات العلاقات .فنجد البعض يتدخل بشكل فج للاستفسار عن اشياء تندرج تحت
عنوان "خاص جداً " ولا يرى انها نوع من الفضول .. وآخرون يسعوا الى اخذ
القرار نيابة عنك بدعوى معرفتك الحقة .. ونوع ثالث يعتبر ان كلامة الموجع يجب ان
يمحيه العشم .
المشكلة هنا ان
هولاء الاشخاص يتصرفون حسب ما يتوقعون ممن حولهم على اساس معرفتهم بشخصيته بحكم
العشرة ويصبحوا فى غاية الاندهاش عندما يحدث ما يخلاف هذا التوقع بل ويتحولوا
بقدرة قادر من مذنب الى ضحية .. فكل تصرف يبرره العشم .. وكأنهم يطبقوا المثل
القائل (حبيبك اللى تحبه و عشمان فيه تقل عليه بالأسية يبان كل ما فيه) .ليس معنى
ان بيننا عشم ان استغله بكل الاشكال من اساءة كلام او اثقال بطلبات او خلافه مما
يجعل المتعشم فيه يشعر انه يأتى على حياته من وراء هذه العلاقة ..فهو ايضا له عشم
منا.
لا استطيع ان انكر
ان للعشم محاسنه عند مراعاة المشاعر واعطاء الحق فى كلمة الشكر او الاعتذار
،والتماس الاعذار .. ولكن تطبيق قاعدة شعرة معاوية (ولو أن بينى وبين الناس شعرة
ما انقطعت، إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها) افضل فى المعاملات فهى توضح
ان هناك العلاقات الانسانية مهما قويت فهى ضعيفه كشعرة تنقطع عند شدها وفى نفس
الوقت يجب مراعاة مساحة من الحرية وان كانت بطول الشعرة.


 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر