السياحة ما بين النقد والانتقاد

السياحة ما بين النقد والانتقاد:







السياحة ما بين النقد والانتقاد
فاطمة عمارة
أقتصرت شواطئ شرم
الشيخ والغردقة لفترة طويلة من الزمن على السائحين من مختلف بقاع الارض وقلة من
المصريين ، وإن فضل بعضهم مدينة منهما عن الأخرى لتكون وجهتهم كل عام .. ونظراً
لحالة السياحة المستمرة فى الهبوط من سئ إلى أسؤ فتحت هذه الشواطئ أبوابها للسياحة
الداخلية.
شجع الجميع هذا
الاتجاة فمن منا لا يرغب بالتمتع بالجمال الطبيعى الذي حبي الله به مصر ..وتفاقم
الوضع سوءاً بتداول بعض السلوكيات المرفوضة من الغالبية المثقفة لبعض زائرى هذه
الأماكن والتى اخلوا بكل القواعد المنطقية والصحية المتفق عليها .. ولتتضح الصورة
أكثر أوضح ملخص عام لتلك السلوكيات ، فبعضها يتلخص فى الصحة العامة وأستخدامات
حمام السباحة .. والبعض الأخر المطعم والكميات الكبيرة من الطعام المهدر فى وقتٍ
تعيش فيه فئة كبيرة من المجتمع على ما يجود به غيرهم فالحال أنحدر بهم إلى درجات
صعبة.
وتأتى بعد كل هذه
المشاهد القشة التى قصمت ظهر البعير .. حملة تشجيع السياحة فى برلين ..
والاختيارات السيئة لطريقة تسويق بلد صاحب حضارة وإمكانيات طبيعية لتنفجر كل وسائل
التواصل الاجتماعى بإنتقاد ونقد كل ما هو متعلق بالسياحة والقائمين عليها .
فى البداية نفرق
بين النقد والانتقاد فالأولى
توضيح
الإيجابيات والسلبيات دون اتهام أو تقريع أو اعتداء أما الثانية فهى عملية يهتم
صاحبها أكثر بتصيد الأخطاء والجوانب السلبية دون تصويب أو تبيان للحقيقية ويتوجه
غالباً لذم أو انتقاص صاحب العمل ذاته وفى الاغلب من يقوم به من غير المتخصصين.
فالنقد الهادف البناء يهدف إلى تحسين الشخصية واعطاءها دافع للتقدم دون تجريح او تقليل من شأنهاأى إنه يوجه
للعمل ذاته وليس افراده .. ومن الافضل اختيار أسلوب لائق ودقة متناهيةفى اختيارالكلمات
.. أما النقد الهدام او الانتقاد فمحركة الرئيسى الغضب والكراهية ويوجه فى الاغلب
للشخص .
وما حدث وأثار جدال اختلاط النقد بالانتقاد
فى هذا الموضوع الشائك وإن كان الهدف من الاثنين تحسين الصورة العامة لمصر والرقى
بسلوكيات شعب نسى كيفية التصرف الرشيد بعد أن كان واحداً  ممن يضرب بهم المثل فى النظافة والنظام والجمال
والسلوك.
لا أدافع عما حدث فهو مرفوض على كافة الأصعده
سواء كانت تصرفات أفراد أم كانت تصرفات مسئولين حكوميين ، فسلوكيات الأفراد فى الأماكن
السياحية تؤدى إلى فرار البقية المتبقية من السائحين فيفروا بلا عودة ، وما أعتبروه
البعض حملة تنشيطية لا يرقى إلى هذا المسمى. ليس عيباً الأعتراف بالخطأ ولكن العيب
تجاهل أسبابه وعلاجه .. نجاحنا لتجاوز هذه الأزمة الصعبة
يتمركز حول نقطة مهمة ألا وهى التعليم .. فعلموا وتعلموا.
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر