وزارة السعادة

وزارة السعادة:







وزارة السعادة
فاطمة عمارة
طالعتنا الأخبار
في مطلع هذا العام بأستحداث وزارة بالحكومة الامارتية بأسم وزارة السعادة وهي
الأولي من نوعها  فى العالم  وليس الوطن العربي فحسب .. وأعلن الشيخ محمد بن
راشد آل مكتوم عبر حسابه على توتير أن ( السعادة في دولتنا ليست أمنية .. بل ستكون
خطط ومشاريع وبرامج ومؤشرات ..وستكون جزءاً من عمل كافة وزراتنا ..جزء من اسلوب
حياتنا) .
  وتم أختيار سيدة شابة لتكون أول وزير سعادة فى
العالم  وتحمل الوزيرة درجة الماجستير
التنفيذي فى إدارة الأعمال وكانت مدير عام لمكتب رئاسة مجلس الوزراء ولها خبرة في
عدة مجالات مثل الاقتصاد والإدارة وقيادة المبادرات والمشاريع الحكومية ، والتطوير
الحكومي
 .
ومنذ هذا الاعلان
ولا حديث سوى عن الوزارة ومهامها .. بعضها جاد وبعضها ملئ بالسخرية ،إلا أن
للوزارة مهام محددة وواضحة فدورها هو موائمة كافة خطط الحكومة
 وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع. وتري
الوزيرة أن أهم عامل للسعادة هو الترابط المجتمعي، وفي سبيل ذلك تسعى إلي معرفة ما
يسعد كل فئة في المجتمع، لتتمكن من تطوير سياسات وبرامج عن طريق إجراء مسح
واستبيان لقياس السعادة على مستوى الدولة.
كانت الأمارات
الدولة الأولي التى تنشُد سعادة مواطنيها لتعلن الهند في أول يوليو الماضي أنها
بصدد إنشاء وزارة للسعادة تعني " برسم بسمة على وجوه المواطنين" ..
ليكون الرد البليغ علي كل من أدعي أن أستحداث مثل هذه الوزارة فى دولة الامارات
العربية نوع من الرفاهية فى مجتمع ذو دخل مرتفع لا يعانى من كثير من المشكلات .
تعتبر هذه الدول
المواطن وسعادته هو الهدف الاول من وزرائها ولهذا تبحث عن أسباب المشاكل وتسعي
لحلها قبل وقوعها .. ولكننا هنا إنغمسنا فى المشاكل ومحاولات إيجاد حلول سريعة
فأصبح الامر كمن يتناول المسكنات بدلا من أن يعالج المشكلة فى حد ذاتها .. وأخذنا
جميعاً حكومة وأفراد موقع المتفرج كل طرف ينتظر المبادرة من الطرف الأخر والنتيجة
لا أحد يشعر بالرضا وبالتالي فالمحصلة النهائية صفر.
ويمكنا الأستفادة
من التجربتين السابقتين .. بالطبع ليس بأستحداث وزارة ضمن وزارتنا التي بلغت أربعة
واربعون وزارة لأنها ببساطة ستتحول " بقدرة قادر" إلي دائرة جديدة من
البيروقراطية الحكومية وتضع العراقيل الورقية بدلاً من حل المشكلات .. ولكن يمكن
من داخل كل مؤسسة تخصيص مسئول عن بحث المشكلات قبل وجودها حيث إنه من المفترض وجود
المختص بحل المشكلات الفعليه .. وعلى المسئول الجديد فى ضوء خبرته العملية التفكير
في أفكار خارج الصندوق تسهل الحياة في الجزئية المختصة بها مؤسسته على أن يكون من
الشباب الذين لم يتخطي عمرهم الاربعين وله خبرة علمية وعملية وليس من المعارف
والاقارب المُصى بهم .
 قد يَلقي هذا الاقتراح بعض الرفض ويُصف بإنه من
الأحلام الوردية وأن صاحبه يعيش فى برج عاجي .. وقد يجد الصدي لدى البعض الاخر ..
إن وضع المواطن وسعادته كهدف للمؤسسات الخدمية من صميم عملها وهدف من أهداف الدولة
أن يشعر المواطن بسعادة لأن هذه السعادة ستعود بشكل طاقة إنتاجية نحن بحاجة إليها
الأن .. فلنجعل السعادة " اسلوب حياة ".
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر