أولادنا على الطريق

أولادنا على الطريق
أولادنا على الطريق
فاطمة عمارة
" صبرني يا رب" صرخة أم مكلومة .. " يارب " همسة أب يخبئ دمعة هربت من معقلها ألماً أثناء دفن فلذة كبده .. هذا هو الحال المتكرر هذه الايام مع بداية الدراسة .. والسبب حوادث الطرق .
لقد تحولت طرق الربط بين القاهرة والمجتمعات العمرانية الجديدة إلي طرق مأهوله بالسكان .. وإذا اردت الصدق طرق ممتلئه بالمدارس والجامعات على الجانبين .. طريق يعتبره السائقون طريق سريع .. طريق سفر .. متجاهلين قواعد السلامة الاولية .
أنا أتحدث عن الطرق المؤدية إلي السويس ، الاسماعلية ، الواحات بالإضافة إلي الطريق الدائري والتجمع الخامس .. لا يمكن إلقاء المسئولية علي جانب دون الاخر .. فمن ناحية يقع جزء من المسئوليه على الافراد الغير ملتزمين بالسرعات المقررة على هذه الطرق .. كأنهم يرونها منفذ لتحرير أنفسهم من الاختناق المروري داخل العاصمة فيطلقوا العنان لسيارتهم لتلتهم الطريق بسرعات عالية.ويلى السرعة فى اسباب تلك الحوادث المميته الجهل بقواعد المرور الاساسية من اسلوب تجاوز للسيارات والالتزام بالحارات المرورية والمسافة الآمنة بين ما حولنا من مركبات تتيح فرصة لكبح السيارة وسرعتها عند الضرورة .
أما الجانب الاخر من المسئوليه فتتحمله عدة جهات حكومية منها المرور والطرق والصحة ولكلٍ منها نصيب .. فلم يحدث بالرغم من وقوع حوادث بشكل يومي تحديد سرعات تناسب وسط المدنية على هذه الطرق وإن تم تحديد السرعة فى بعض المناطق فلم يحدث أن تم توقيع غرامات ومخالفات فورية لردع المخالفين .. وصيانة الطريق وتمهيده بما يتناسب مع الضغط اليومي عليه من مختلف انواع المركبات ادى إلى وجود حفر .. مطبات .. ورمل فى حرم الطريق .. لتأتي الصحة بعد وقوع الكارثة بإسعاف متأخر دوماً لا يتعامل بمهارة طبية مناسبة لما يقابله من الحالات .
تكرار الحوادث على هذه الطرق يحتاج وقفه حاسمه وعمل جماعى من جميع الاطراف منع حقيقى لسيارات النقل الثقيل والمقطورة من السير عليها صباحاً ، توفير وسائل مناسبة لعبور المشاة وعلى مسافات مقبولة من هذه الجامعات والمدارس .. وجود نقط صحة على مسافات مناسبة لتوفير وقت استجابة سيارات الاسعاف مع وجود اطباء متخصصين في التعامل مع الحوادث .
وليكون حديثنا من واقع الارقام فقد احتلت مصر المركز الثامن عربياً في معدل وفيات الحوادث المرورية في الدول العربية، بحسب التقرير السنوي الصادر عن منظمة الصحة العالمية للعام 2015.وإن كان الجيد فى هذا الخبر إنخفاض نسبنا عربياً إلا إننا نتمنى المزيد ونطمع فى الخروج من هذا الترتيب إلى ترتيبات متدنيه.. فحوادث الطرق تؤدي إلي إلحاق خسائر اقتصادية هائلة بالضحايا وأسرهم وبالدولة بشكل عام.هذا بخلاف الخسائر النفسية والمعنوية .

الكثير ناقش وطرح حلول واقتراحات لحل المشاكل المرورية ومحاولة تقليل نسبة الحوادث على الطرق السريعة ، فلن أكون أول من يشير إليها ولكنها صرخة من كل أم تودع أولادها صباحاً وتستودعهم الله فمدرستهم أو كليتهم تقع على الطريق .. نؤمن أن كل ما يحدث لنا ما هو إلا قضاء الله وقدره ولكن لا ننسى " أن نعقلها ونتوكل " .. فتذكروا يا سادة أن " أولادنا على الطريق ".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر