أنا والجيوب الأنفية

أنا والجيوب الأنفية:

أنا والجيوب الأنفية
فاطمة عمارة
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً       مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن
يَتَكَــــــلَّما
هكذا تغزل البحتري
فى الربيع .. وفى كل مرة أُكد لنفسى بالتأكيد لم يكن مصاباً بحساسية الجيوب
الأنفية ولا أى من الأمراض المتعلقة بها .. هذا الفصل هو فصل العذاب لنا نحن مرضى
حساسية الجيوب الأنفية وحتى  أكون دقيقة وأيضاً
الحساسية الصدرية .
والجيوب الأنفيه
لمن لا يعرف هى عبارة عن حجرات أو فراغات موجودة في عظام الوجه وتحيط بالأنف،وبالطبع
مبطنة بغشاء مخاطى لها دور مهم في نوع الصوت والتنفس بطريقة طبيعية
  وبعيداً عن الكثير من المعلومات العلمية فمن
الطبيعى ان تكون هذه الغرفات فارغة إلا فى حالة الالتهاب.. ومريض الحساسية  "ما بيحبش يمشى وجيوبة فاضية  ببساطة كدة ".
يومنا يبدأ بالعطس
وخاصة فى فصل الشتاء لتغير حالة الجو من دفء السرير إلى برودة الهواء المحيطة بنا
لتستقبلنا عوادم السيارات بمجرد النزول من المنزل وعند الوصول إلى محل عملك تجد
الجميع يطمئن عليك " فوجهك متورم " لا تتفاجأ فهذا هو الطبيعى بعد كل ما
تم استنشاقه من المثيرات للحساسية وإذا كنت سعيد الحظ لوجودك فى مكتب يخلو من
المدخنين ومحبى العطور فقد يمر يوم عملك بسلام تام أما غير ذلك فلندعو لهم
بالصمود.
اذا كانت المؤثرات
كثيرة فالاعراض لا تحصى ألم فى عظام الوجه فلا تستعجب إذا سمعت أحد يقول "
وشى بيوجعنى" هذا مختلف عن الصداع الذى اصبح رفيق دائم وفى بعض الأحيان لا
تؤثر فيه المسكنات ولا تفكر فى أن تجرح مشاعر هذا الصديق وأنت تقول له " شكلك
ما نمتش كويس " اولاً لأنه فى الأغلب لا يوجد وضع مريح أو نوم عميق فهو أما
يختنق فى نومه أو يبحث عن افضل الاوضاع للتنفس ..ثانياً إن الجسم يكون فى حالة من
الخمول والرغبة فى النوم والراحة  المفاجأة
بالضبط كأن " السيستم وقع " .
انه لا يرغب فى
البكاء هذه الدموع التى تملأ عينيه  طبيعية
 فهى من ضمن " الباكدج" .. ومع
مرور السنوات أكتشفت أن هناك الكثير من الالام مرتبطة بحساسيتى اللطيفة فوجع
الاسنان المفاجئ وفى أوقات غير طبيعية منها .. صفير فى الأذن منها .. السعال
المشابة " للشرقة " ضياع لحاستى التذوق والشم  وعرفت معنى "مش طايق دبان وشه
.. والأكثر
غيظاً لنا إن الربيع الذى يحتفل به الجميع هو الذروة لنشاطها لأننا طول فصول العام
نعانى باشكال مختلفة .


عزيزى مريض حساسية
الجيوب الانفية لست وحدك لقد أصبحنا كثر وتعايشنا معها لا أستطيع أن أقول أنه وصل
إلى درجة الصداقة ولكن " فهمنا بعض" البخاخة أصبحت الصديق الصدوق ومعها
أقراص الحساسية والمسكنات المساعدة وكان الله فى عوننا فيما بقى من " فصل
الحساسية "






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر