أين الفكرة ؟

أين الفكرة ؟:

أين الفكرة ؟
فاطمة عمارة
اجلس أمام شاشة
حاسبوى أبحث عن فكرة جديدة لمقال الاسبوع .. والدقائق تمر بسرعة وقد قارب موعد
التسليم .. اسبوع مر ولم يثر إنتباهى موقف أو حدث لأكتب عنه ليس لأن الدنيا خلت من
الأحداث التى تستوجب التعليق ولكن لأنشغالى الشديد وعدم التركيز فيها .. وجدتنى
أسال نفسى هذا السؤال .. أين الفكرة ؟
لاتأتى الفكرة من
العدم .. فالتجارب التى يمر بها الإنسان وتتأثر بها الحواس يربط بينها العقل ليخرج
بالفكرة كحصيلة للتجربة  .. ولهذا نلاحظ فى
الحياة أنه بالرغم من مرور الكثير من الأحداث حولنا إلا أنه هناك البعض فقط من
يخرج من المشهد بفكرة لتطوير أو تحسين حياة أفضل سواء كانت عن طريق الكلمة أو الفن
أو التنفيذ على أرض الواقع .. وهولاء من نطلق عليهم مبدعون .. فهم لا يتركوا شئ
يمر عليهم مرور الكرام وإذا أجتمع اثنان منهم على مائدة واحدة تشعر إنك جالس فى
بوتقه من الأفكار المتبادلة بينهم لكثرة مناقشتهم حول أمور لم تقف عندها يومياً.
ويأتى الوقت الذى
يشعر فيه صاحب المهنة التى تعتمد على الإبتكار والأفكار الجديدة على جمود فكرى كلٌ
على حسب مجاله .. وكأن الكون قد توقف عن الدوران من حوله وأصبحت يديه مكتفتين ..
البعض يستسلم والبعض يلجأ لبعض النصائح المجربة للخروج من هذه الحالة. وأكثر
الأشياء القاتلة للإبداع هى الروتين فإذا كنت تسعى للحصول على فكرة جديدة فغير من
روتين حياتك اليومى فالرتابة تقتل الأفكار وعش حياتك مستمتعاً بما رزقك الله من
نعم وهيئ نفسك لأستقبال الأفكار التى تدور من حولك حتى تجذبها كالمغناطيس وضع خوفك
من الفشل جانباً فكل فكرة لا تحقق نجاح هى تجربة تركت خبرة داخلنا بل تخيل نجاحها
وشهرتها ودوماً أعد التفكير فى طريقة تفكيرك فأخرج عن الاطر واكسر بعض القواعد ولو
كان الأمر كأنك تائه فى بحر من الأفكار فضع الحدود حتى لا يتوه العقل ويستطيع
تنظيم نفسه وأهم ما تقوم به للحصول على فكرة هى إطلاق الطفل الكامن بداخلك فلا
تحبس هذا الجانب ولا تنسى لإن الأطفال يفكروا بلا قيود أو تجارب سابقة فأنظر حولك
كأنك تراه للمرة الأولى.


إذا كنت حقاً تسعى
للتجديد فأفتح حواسك مستقبلاً كل ما هو جديد مستوعباً للعالم حولك مستعداً لطرح أسئلة
وتسعى أنت للإجابة عنها فالتفاحة سقطت على الكثيرين ولكن نيوتن فقط هو الذى فكر
لِمَ سقطت وكانت إجابته قانون للجاذبية ندرسه حتى الان .. الأفكار موجودة فقط كن
أنت مستعداً لاستقبالها .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر