المنطوق والمسكوت

المنطوق والمسكوت:

المنطوق والمسكوت
فاطمة عمارة
إذا كانت اللغة
أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة، فإن الكلام
هو لغة إظهار ما في الباطن على الظاهر .ويمكنا تعريف الكلام بإنه استخدام الكلمات
والحروف للتعبير وترجمة ما يدور فى داخلنا من احاسيس ومشاعر .. وفى بعض الأحيان
نخطئ الهدف ونسئ التعبير باختيار كلمة توجه فهم المخاطب إلى
إتجاه مخالف لما نرغب أو نصمت فى موقف يحتاج
المواجهة على الرغم من إدراكنا لما نحتاج .. الحالتين ما هما إلا دليل على إغلاقنا
نوافذ التواصل ووضع حواجز بيننا وبين من حولنا.
ولخص الشاعر
اللبنانى الكبير جبران خليل جبران ما يحدث بعبارته الشهيرة " بين منطوق لم يُقصَد،
ومقصود لم يُنطَق، تضيع الكثير من المحبة " وهذا يثبت أن باستخدام القليل من
الكلمات يمكن شرح الكثير من المعانى .. ولكن المشكلة لا تكمن فقط فى المتحدث ، فقد
يحسن اختيار الألفاظ ولا يفهم المستمع المقصود منها نظراً للعديد من العوامل منها
الحكم على الغير وفق المعتقدات والمبادئ والبيئة التى نشأ فيها الشخص لا وفق
معتقدات ومبادئ وبيئة من يتعامل معهم .. ومن هنا تنشأ الكثير من المشاكل
الاجتماعية ونفقد ثقتنا فى من حولنا .
إن للمعادلة طرفين
مرسل ومستقبل .. على الاول أن يحسن اختيار ما يعبر به عن نفسه ويراعى ظروف الآخرين
ونفسيتهم وأحوالهم
 ، وعلى الطرف الثانى أن يستفسر
إذا وصله معنى أساء إليه ولن يعيبه هذا فى شئ بل ستضح الأمور الغائبة ، كما أن
عليه حُسن الظن فهو أكثر أسباب تدهور العلاقات الاجتماعيه وقطع أواصر المحبة فإما
ننتظر التفسير أو نأخذ الوجه الحسن من المعانى.
ما بين منطوق قيل
ومسكوت لم يُوضح ضاعت كلمات تقرب منا من حولنا وتوطد علاقات كنا نحسبها من
المستحيل أن تنشأ .. يمكن أن نطلق عليه دبلوماسية الحوار قد يراه البعض صعب ويحتاج
الكثير من الجهد وهو أبسط بكثير من هذا ، فكل ما عليك أن تدرب نفسك على التفكير
قبل التحدث وأن تختار من الكلمات الواضح والصريح وتجنب ما يحمل منها معنيين فى
مواقف معينه ،أن تتفهم محدثك وتمنحه العذر وإذا تكرر الأمر منه أسعى للفهم حتى
تأتى العبارات الصريحة التى لا شك منها فلا تتخذ موقف من أول مرة ولا تنسي أن
الذكاء الاجتماعى لا يملكه الجميع .. وضع نصب عينيك وصية رسونا الكريم صل الله
عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر