نقطة نظام

نقطة نظام:

نقطة نظام
فاطمة عمارة
تكرر بالمصادفة
مع  مختلفين عقد مقارنة بين الحياة الأسرية
فى الخارج ونموذج الأسرة فى مصر .. وكان فى كل مرة من يتحيز للنموذج الغربي
المعروض في الدراما التليفزيونية أو شاشات السينما في مقابل النماذج التى تظهر
مساوئ الحياة الاجتماعية فى مجتمعنا المصري.
وحتي لا يكون هناك
تحيز بلا معنى بين السطور فلا استطيع أن أنكر أن هناك مشاكل إلا أن هناك نماذج
مصرية تكاد تقارب من النموذج الغربي المحتفى به .. لم يحاول أحد من هؤلاء المعجبين
أن يبحث لماذا تظهر هذه الأسر بمثل هذا الابهار ؟ أو لماذا لا نكون مثلهم ؟ بغض
النظر عن ما يحدث فى الدراما ورغبتهم فى عرض أنفسهم كنموذج يحتذى به وأن هناك
الكثير من الأمور المخفية إلا لمن عاش وخالط تلك المجتمعات إلا أن السبب الرئيسي
فى كلمة واحدة " النظام ".
فالأسرة تسير وفق
نظام كامل متكمال هناك موعد للنوم وآخر للاستيقاظ ، مواعيد ثابته للطعام تجتمع
الأسرة فيها حول مائدة واحدة ، وموعد مقدس للخروج والترفية أسبوعياً لا يتخلى عنه
أحد .. والأسرة خلية فى مجتمع يسير وفق نفس القواعد فالمحال تغلق جميعها في ميعاد
واحد ما عدا نهاية الاسبوع . كل فرد في الأسرة عليه دور في الحفاظ على المنزل
ونظافته حتى لو كان دوراً صغيراً .. شركة حقيقية يعمل الاب والام معاً للحفاظ
عليها .
النظام الذى
نفتقده فى أبسط الأمور " الطابور " .. كم من مرة وجدت من يحاول أن يتخطي
دورك فى صف المحاسبة بالسوبر ماركت لمجرد أنه لا يحمل سوى سلعة أو أثنين وليس هذا
فقط بل لم يحاول أن يعتذر ويستئذن منك لهذا .. كم 
مرة وقفت تنتظر المصعد لتجد من يأتي من الخلف ويدخل قبلك متجاهلاً كل من
سبقه فى الوقوف .. وكم غيره وغيره من المواقف الكثيرة .. هذا هو حال المجتمع
لينعكس هذا على الخلية الصغيرة منه " الأسرة " فمهما حاولت الأم أن تضع
بعض القواعد تجد من يخرج عنها وفى بعض الأحيان يكون الأب أول الخارجين عليها ..
فهناك كثير من الأزواج يلقى عبء المسئوليات كلها على الزوجة سواء كانت ربة منزل أو
عاملة بدعوى أنه مرهق وعليه المسئولية الأكبر فى توفير مصدر رزق ثابت .. فتقوم وحدها
بمهام عدة إيصال الأبناء إلى المدارس ثم ما يليها من دروس وتمارين رياضية وشراء ما
يلزمها من متطلبات المنزل وغيرها من أمور يعلم تفاصيلها الجميع ثم تأتى آخر النهار
ليعقد مقارنة مبخسة لحقها بينها وبين غيرها ممن أتيحت لهن الفرصة فقط للتنفس.


قبل أن نكيل
الاتهامات للطرفين ونبحث عن أصل النكد والاهمال لنكن منصفين ونضع " نقطة نظام
" ننطلق منها لحياة أكثر تعاوناً لتكون المقارنة عندها عادلة.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر