دعاية مجانية

دعاية مجانية:

دعاية مجانية
فاطمة عمارة
حقيبة ظهر وبعض
الملابس الضرورية والقليل من الأشياء الإضافية التي تختلف من شخص لأخر وإن كانت
جميعها تشترك في أدوات للنظافة الشخصية كاميرا حديثة وما يلزمها من كروت ذاكرة
إضافيه، حاسب آلي خفيف، هاتف ذكي وبالطبع الشواحن الكهربائية الخاصة بكل منهم
والحرص على وجود محول كهرباء دولي. هذا كل ما يلزمك لتنطق في رحلات تجوب العالم
وتكون واحد من الرحالة الشباب الحاليين.
قد يجد البعض إنه
من الجنون أن يترك الأنسان بيته وأهله وعمله ليجوب بلاد الله وينقل هذه التجربة
عبر مدونته وقناة للفيديو يشرح في دقائق قليلة وكلمات دقيقة المدينة التي يزورها،
ويضع نفسه دائما في وضع استعداد لوقوع أسوأ الأمور، بالطبع غير التكلفة المادية
العالية. الواقع مختلف وحسب التجارب التي صادفتها ودفعتني إلى كتابة هذه الكلام،
فهي غير مكلفة إذا أعددت لها بشكل صحيح وكانت لديك ما يلزم حقاً من روح المغامرة
والانفتاح على تجربة الجديد.
ما لفت نظرى حقاً
ليس التجربة في حد ذاتها وإنما الفيديوهات الخاصة عن مصر والتي تسجل تجارب أصحابها
من الجنسين. بدأت بالتحذيرات التي تلقوها من كل من عرف وجهتهم، بلد غير آمن وبؤرة
للإرهاب، غير مناسب لفتاة تسافر وحدها وأن عليها أن تتحرك وسط مجموعة بشكل دائم.
التحذيرات بالنسبة لنا متوقعة وليست غريبة عنا ولكن أن يعود هولاء بعد زيارة استمر
أقلها أسابيع وأكثرها كانت لمدة عام ليصوروا فيديو يُكذب هذه الافتراءات بل ويدعو
من لم يأتي لزيارتها للقدوم إليها فهو يفوت الكثير، ويؤكد أن كل من يتحدث بخوف لم
ير الحقيقة وأنهم لمسوا جوهر شعب مصر الطيب المتعاون جداً معهم وأي شيء سيء يمكن
أن يحدث في أي بقعة في العالم. منهم من كرر زيارته لمصر، ومنهم من بكى وهو يودعها.
إنها دعاية مجانية
من أرض الواقع، دفعتنى إلى تصفح الموقع الرسمي لوزارة السياحة فلم أجد عليه أي
إشارة لمثل هذه الفيديوهات الفردية الدعائية، كل المعلومات عليه تخاطب السائح ذو
التكلفة المرتفعة الذى يبحث عن التجول داخل مصر مع أحدى الشركات والإقامة في فندق
مشهور.
السياحة الفردية
والتي تعتمد على التكلفة القليلة وقد يقوم أصحابها بالعمل في المدن مقابل السكن
والطعام، يتجولوا على أقدامهم ويستخدموا وسائل المواصلات العامة، يفتشوا عن أماكن
لم يذهب إليها حتى أصحاب البلد تلك الكنوز المدفونة المجهولة لنا، ومرشدهم خلالها من
أهلها نفسهم. يقدموا لنا خدمة مجانية بما يصوروا ويبثوا من معلومات تُشجع غيرهم
إلى القدوم، يعتبروا مدخل جديد، علينا أن نُحسن إستغلاله لتصبح تجربتهم دعاية
مجانية لمصر، فعلى القائمين على صفحات السياحة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي
والصفحة الرئيسية للوزارة أن يمنحوا مثل هذه الرحلات الاهتمام ويمكنهم مشاركة مثل
هذه الأفلام القصيرة لتكون الدعاية بلسان أصحابها. 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي