مشاركة أم إجازة

مشاركة أم إجازةمشاركة أم إجازة



فاطمة عمارة
تصحب جميع
المناسبات حملات دعائية متنافسة تحاول كل منها إغراء الجمهور المستهدف لشراء سلعة
ما، أما "عيد الأم" فهو مناسبة خاصة للجميع وتحمل رسالة شكر مميزة. لفت
انتباهي شعار لمنح الأم إجازة يوم عيدها.
الفكرة جميلة،
والإشارات المبطنة إلى عدم معرفة الأبناء بما تُفضل الأم حقيقية، ولكن هل الأم
تحتاج يوم واحد فقط إجازة مقابل ما تفعله لأسرتها؟ بالطبع لا أطالب بأكثر من يوم
لتتحول إلى موظف له أيام محددة من العطلات السنوية، أليس الأجمل الدعوة إلى مشاركة
الأم والتعاون معها وتخفيف بعض الأعباء عنها؟
توزيع المسئوليات
المنزلية يقع دائماً على عاتق الأم أثناء تربيتها لأولادها، البعض ينجح في غرسه
فيهم منذ الصغر ويستمر معهم طول العمر، والبعض الآخر إما لا يعرف متى يبدأ مع
أطفاله أو يفشل في تحقيق هدفه نتيجة عوامل خارجية معاكسة للمحاولة. هذه العوامل قد
تكون في صورة أب يرفض المشاركة في أي شيء داخل المنزل بدعوى إنه "رجل"
يُخدم فقط وهو للأسف نموذج منتشر وأيضاً نتيجة تربية أن الأخوة الذكور أفضل من
الأناث، وهناك عنصر آخر وهو الأجداد الذين يخافون على أحفادهم من كل وأي شيء فإعداد
حقيبة مدرستهم عبء بعد مجهود المذاكرة، حمل ملابسهم المتسخة إلي سلة الغسيل إرهاق
عليهم، أما ترتيب فراشهم فلن تتحمله أجسادهم الصغيرة، أما إذا تخطى الأمر هذه
المهام البسيطة وانتقل إلى عمليات التنظيف المنزلية فقد تخطت الأم كل الخطوط
الحمراء.
يغيب عن ذهن فريق
الرفض أن تقسيم المهام داخل المنزل مفيد للطفل بدءاً ذى بدء، فهو يساعدهم على تعلم
العناية بأنفسهم وبغيرهم، ويزيد ترابط الأسرة بعضها ببعض ويقلل التوتر بينهم، يغرس
فيهم مهارات التعاون والتحاور والاهتمام بالآخرين والعمل الجماعي والأهم تحمل
المسئولية والشعور بالرضا عند انتهاء مهمتهم حتى ولو لم يحبوها.
يمكن البدء من سن
صغير ولم يفت الآوان على تعويد الأكبر سناً أن يكون لهم دوراً في المنزل، فأي عادة
تحتاج إلى 21 يوماً لتُكتسب. قد يكون ترتيب لعبهم نقطة بداية جيدة، وضع مشتروات
المطبخ في أماكنها الصحيحة، إعداد مائدة الطعام أو رفع الصحون منها، وتزيد المهام
لتناسب السن، ومن الممكن تحميلهم مسئولية غرفتهم فقط بكل ما فيها. بالطبع لن تُلقي
الأم بالمسئولية على كتف الصغار وتتركهم وحدهم بل تشاركهم في البداية العمل
ليتعلموا الكيفية الصحيحة ثم تتركهم عند اجادتها.
عندما يتشارك
الجميع لن نسمع الجملة الإستهزائية التي سمعتها مرة من زوج عند سؤاله عن ربة
المنزل "في مكانها الدائم، المطبخ" كأنها اختارت هذه الغرفة دون كل المنزل
لتقيم فيه بشكل دائم لم يفكر إنه وأبنائه سبباً في حرمانهم من جلوسها وسطهم. أمنحوا
أمهاتكم يداً تعاونوها بها لتستمتعوا معها بأيام من الراحة والإجازة.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر