حفلة سنجل

حفلة سنجل:



حفلة سنجل
فاطمة عمارة
لفت انتباهي الأحد الماضي خبر في الإذاعة أنه يوم الاحتفال بالعزوبية،
وتبارى المستمعون المنقسمون إلى جانبين في محاولة اثبات أية حياة أفضل، حياة
تحيياها وحيداً بلا شريك أم تتقاسمها مع أحد يشاركك نفس الأحلام أو الطموح، ولأنها
كانت المرة الأولى التي أقابل فيها مثل هذا الاحتفال فبحثت في أصله وحكايته.
بدء أول مرة في جامعة نانجينج الصينية 1993، وانتقل
في التسعينيات إلى عدة جامعات أخرى، وتم اختيار هذا التاريخ تحديداً لما يمثله
الرقم واحد من تفرد، ويحمل التاريخ أيضاً رموز أخرى، ف 11 تعنى فردين وجدا بعضهما
البعض وبقيا معاً، كذلك احتفال اثنين أو أكثر منفصلين أو عزاب ويلتقوا في هذا
اليوم، وأخيراً النطق الصيني للتاريخ يشبه نطق جملة "حياة واحدة، مرة واحدة
في الحياة".
  وفي 2009 استغل موقع التسويق الإليكتروني
الصيني الشهير "على بابا" هذا الاحتفال غير الرسمي في الترويج لخصومات
كبيرة ويحقق مبيعات هائلة ليتحول بعد هذا إلى مهرجان بالتسوق سواء إليكتروني أو من
خلال الأسواق المحلية تحت شعار "ليس معنى أنك وحيداً لا تحصل على هدايا"
لحث العزاب على شراء هدايا لأنفسهم.
وإذا نظرنا إلى إحصاءات التعداد السكاني المصري لعام 2017 سنجد أن هناك 13.689 مليون أعزب
منهم
8.973 مليون ذكر، 4.715 مليون أنثى، ولمحافظة القاهرة النصيب الأكبر
منهم تليها محافظة الجيزة ثم الإسكندرية، وبالطبع هذا مؤشر خطر اجتماعياً ولكن
الأخطر من وجهة نظري تزايد نسبة الأفراد من الجنسين الذين فضلوا الحياة عُزاب على
الزواج بكامل ارادتهم واختيارهم وليس لارتفاع تكاليف أو غلو المهور، مُعلنين أن
السعادة في الحياة بالبُعد عن كل ما ينغصها من مشكلات الزواج وما يتبعه من اختلاف
شخصية الطرف الآخر.
إن الفطرة التي خلقنا الله عليها هي البحث عن الشريك في الحياة، فبعد سكن
سيدنا آدم الجنة استوحش الحياة فيها وحيداً فخلق الله من ضلعه السيدة حواء لتؤنس
وحدته ويسكن إليها، ويؤكد الله تعالى في كتابه الكريم "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ
خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ
بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ"، فالزواج هو الشكل الاجتماعي الذي اتفقت عليه جميع
الديانات لبداية الأسرة واستمرار الحياة.
وأكثر ما يشجع الشباب والبنات على العزوف عن الزواج وكرههم له هو ما يحدث
من حديث عن مشاكله يهولها البعض ويضيف ما يشاء من بهارات الكلام ويتعمد آخرون حكي الأمور
السيئة لدفع الحسد والعين، فيترسب صور ذهنية سلبية في العقل الباطن للمستمعين،
بالطبع لا توجد حياة بلا مشاكل هي أحد سننها ودرجتها تتفاوت بين شخص وآخر وكذلك
طرق معالجتها وحلها، فالهروب منها لن يمنع وقوعها بشكل آخر.
الاحتفال بيوم العزاب احتفال بالحياة بكل اشكالها استغله التجار لزيادة
المبيعات، احتفل بحياة سعيدة ولا تهرب من مسئوليات قد تجدها في مشاركة مع آخر
بدعوى الحفاظ على السعادة.

 الكلمات الدالة

#يوم_العزاب #الصين #على_بابا #الزواج #مشاكل



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر