صناعة ديكتاتور

صناعة ديكتاتور








فاطمة عمارة
يبدأ الاباء
والامهات فى رسم مستقبل ابنائهم منذ ان تأتيهم البشارة الاولى ..يتفقا على اسلوب
التربية الذى يكون فى الاغلب خليط من الطريقة التى تربى كل منهما بها.. ويولد
الطفل وعنده استعداد فطرى ليصبح ديكتاتوراً..ومع صرخاته الاولى يملى مطالبة التى
تُنفذ فوراً وبدون اى تردد ..ومع مرور الايام يكبر الصغير فى ظل جو من التدليل
ورغبة الاجداد فى المحافظة على سعادة الاحفاد فيمارسا السلطة الابوية لارغام
الاباء الشباب على تنفيذ رغبة الديكتاتور الصغير فى سبيل ان تظل الابتسامة على
الوجة.
والتربية والتنشئة
السليمة هى التى تساعد على كبح لجام الديكتاتورية مستقبلا وتَعود الانسان على
تحويلها الى صفات اخرى موجودة فطريا داخله او اكتسبها ممن حولة فى المجتمع الذى
يتعامل معه.. البيت ، المدرسة ، المسجد او الكنيسة والنادى.ولا يمكن ذلك الا من
خلال مراقبة الاهل ابنائهم وملاحظة ما هى الصفات التى يتميز كل منهم بشكل فردى
ويبدأوا فى تنميتها .ويمكن تميز الطفل الديكتاتور بحبه لفرض اوامره على اصدقائه
واصراره على تنفيذ رغباته بكل الاشكال بغض النظر عن طلبات اخوته ويمكنه فى سبيل
ذلك ممارسة كافة انواع الضغوط العاطفية على الوالدين. .واستغلال تلك المهارات وتحويلها
الى شئ ايجابى ليتحول الى قائد مستقبلا ويتخلى عن ديكتاتوريته وفرض ارائه مسئولية
الاهل.
ويوضح د.ابراهيم
الففى فى كتابه " سحر القيادة.. كيف تصبح قائدا فعالا" ان القائد هو (رجل
مبدع، تستطيع أن تقارن بسهولة حالة العمل قبل مَقدمة، ماهر في وضع الخطة والرؤية،
ماهر في تنفيذ تلك الرؤية، متميزا في إذكاء روح الحماسة والتحفيز في موظفيه
وزملائه، يتواصل مع الآخر بشكل مبهر، مرن تجاه المشكلات، يستطيع التغلب عليها
بسهولة ويسر ملحوظين، ويرى أن فريق العمل لديه أهم من أي شيء، يهتم بالجانب
الإنساني، لذلك يحبه الجميع، ويحبون العمل معه مهما كان مرهقا أو كبيرا
.)
ويمكن من خلال
المناخ الاسرى المستقر والقدوة الحسنة ان يتم غرس الثقة بالنفس ومنحه فرصة التعبير
عن وجهة نظره واشراكه فى الحوارات الاسرية ومنحه الفرصة ليحكى ما يمر به من مواقف
يوميه وموقفة تجاهها ..ومن خلال منحه بعض المسئوليات البسيطة تنمو عنده القدرة على
اتخاذ القرارات وحل المشكلات.
يجب ان نضع فى
اذهاننا ان تربية ابنائنا مسئوليه على عاتقنا فلا يوجد شخص اصبح بما عليه الان من
ذاته بل هى نتاج بيئته فالديكتاتور و القائد ما هما الا نتاج تربية منذ نعومة
الاظافر احدهما تطرفت والاخرى اعتدلت.

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر