كبر دماغك واعمل عبيط .. من حسن الخلق

كبر دماغك واعمل عبيط .. من حسن الخلق







فاطمة عمارة
" كبر دماغك
واعمل عبيط" ما هى الا كلمات نسمعها كثيرا على لسان الشباب هذه الايام ..
يرددونها دون ان يعرفوا انها فى الاصل واحدة من السلوكيات الحسنة التى حث عليها
علماء الفقة ألا وهى التغافل او التجاهل الذكى.
وحقيقة الامر ليس
هناك فرق بينهما فالتغافل هو تظاهرالشخص انه غافل عن شئ وهو ليس كذلك والتجاهل هو
التظاهر بالجهل .. ونستخدم كل منهما حسب الموقف ..فاذا حكى لك شخص عن امر تعلمه
ولم تشعره بعلمك فهذا تجاهل اما اذا قام شخص بفعل او قول ما يؤذيه او يؤذيك ولم
ترد فهذا تغافل.
يملأ البعض حياته
بتتبع الاخطأ والاختلافات بينه وبين الاخرين فى وجهات النظر ويصر على مناقشتها
ويفقد دقائق وساعات وفى بعض الاحيان اياماً فى محاولة اثبات اى منهما على صواب
تشتعل خلالها نيران الغضب وتنتهى بعضها بالفراق والقطيعة ..فى حين ان بعض من التغافل
والتجاهل يحل الكثير من الامور.
إن الحياة تحتاج
منا هذا السلوك ..وهو فن لا يتنقة إلا محترفوا السعادة..  وهو ادب الحكماء يُستعمل مع الزملاء والأصدقاء
، مع الزوجه والأبناء .. قال عنه الإمام الشافعى
: "الكيس العاقل؛ هو الفطن المتغافل" ، كما قال الإمام أحمد
بن حنبل
"تسعة أعشار حسن الخلق فى التغافل".وينظر البعض الى انه
نوع من كظم الغيظ فانت لا تقف على كل كلمة قيلت وانت قادر على الرد.
خلقنا الله تعالى
مختلفين وهذا الاختلاف هو الذى يخلق الصدام .. اختلاف البيئات والاخلاق والقناعات
الشخصية والانتماءات السياسية كلها اسباب تؤدى الى المواجهات وتحتاج الى ذكاء فى
مواجهتها .. فاذا توقفنا عند كل تصرف ، رأى ، كلمة تصدر ممن حولنا فان الحياة ستصبح
قلقه نكده يملؤها الخلافات والنزاعات . 
ان تغيير بعض من
المفاهيم التى اعتدنا عليها واضافة بعض السلوكيات التى نسنها من شأنه ان يجلب
السعادة الى قلوبنا ويبث المودة بين الناس.

 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر