خلى لسانك ينقط سكر

خلى لسانك ينقط سكر







فاطمة عمارة
اثناء زيارتى
لصديقتى فى مكتبها شعرت بانشغال بالها وسألتها عن سبب ذلك ..وفوجئت بقولها ( لقد
انتقدتنى زميلتى لدرجة التوبيخ لانها سمعتنى اطلب من عامل الكافيتريا شاياً
واسبقتها بكلمة لو سمحت يا عم ... واخذت تقول لى اننى ارفع التكلفة بيننا بهذه
الطريقة واجعلة يتطاول علىّ وكل ما يقوم به هو عمله فقط .. هل اخطأت عندما احترمت
رجل اكبر منى ويؤدى لى عمل؟)
تلجم لسانى للحظات
من المفاجأة فهذا ما تربينا عليه فى صغرنا احترام الكبير والعطف على الصغير ..بالاضافة
الى  الكلمات الخمس السحرية التى حرصت
الاسرة والمدرسة ان تجرى على ألسنتنا منذ نعومة الاظافر.( من فضلك ،شكرا ، العفو
،اسف ،بعد اذنك) وهى الكلمات التى تفتح الابواب وتُلين القلوب وتُجبرعلى الاحترام
وتلفت انتباة غيرنا.
تعلمنا مع مرور
الايام ان هناك اكثر من خمس كلمات سحرية كل منها لغرض.. واحدة للتحيات ( صباح /
مساء الخير ، اهلا ، مع السلامة ،وتصبحون على خير ) واخرى للاستئذان ( هل يمكنى )
واهمها خاصة بالاهل ( انا احبك) فمن المهم ان تُشعر من تحبهم بحبك وهذا ليس ضعفاً..فمتى
تحول الادب والتهذب الى ضعف ورفع كلفة؟
اصبحنا فى زمن
يندر فيه اساسيات التعامل والتى من شأنها ان تزيد من الروابط بين الافراد ..ساء
فهم  " ثقافة الشكر" ليصبح تملق
ومصلحة  ونسى الناس قول رسولنا الكريم (من
لا يشكر الناس لا يشكر الله)..ومنهم من تجاهل الشكر لاسرته والمقربين منه على اساس
ان كل ما يقوموا به واجبات نحوه..وتحولت "ثقافة الاعتذار" الى تقليل
للشأن بعد ان كانت شجاعة الفرد فى مواجهة الواقع وتقويم لسلوكه الخاطئ وتجاهلوا ان
العيب هو الاستمرار فى الخطأ وليس الخطأ فى حد ذاته.وتعد "ثقافة الاستئذان
" الادب الضائع بيننا فهو من مقومات تبادل الاحترام المفقودة هذه الايام.
لقد رأيت اثر
التعامل بتلك الكلمات وشعرت برقى من يتعامل بها ..لم ار فى عين من يستخدمها نظرة
انكسار او احساس بالضعف بل رأيت عزة نفس ورفعة وحب من كل منّ يتعامل معه .. تذكرت
جملة اعتادت جدتى ان تقولها لى ونظرت لصديقتى وابتسمت وقلتها لها ( خلى لسانك ينقط
سكر.. )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر