هل انتهى الأمل ؟

هل انتهى الأمل ؟







فاطمة عمارة
اجتمعت فرق العمل
فى الشركات الاعلانية كعادتها مع بدايه كل عام استعداداً لموسم النشاط الاعلانى
السنوى " شهر رمضان" ..هذا الشهر الذى تتكثف فيه اعلانات الجمعيات
والمستشفيات الخيرية ومؤخرا انضم الى قائمة المعلنين فى الشهر الفضيل المعاهد
الحكومية بفروعها القديمة والجديدة فى محاولة منها لجمع تبرعات لعلاج من يلجأ
اليها من المرضى.
خرجت افكار من كل
فريق فى محاولة لجذب اكبر عدد من المتبرعين للمعلن  ..واتفقوا على استدرار عطف المشاهد لتحقيق الهدف
كعادتهم كل عام .. .فهذا اعلان يعرض كيف تفكر ام طفل مريض القلب بابنها ..واخر
يعرض ان الموت هو كل ما ينتظره مريض السرطان.. واتفقا الاعلانان وان اختلف المرض
فى ان الموت يحلق فوق الرؤوس ..لم يختلف كثيرا عن رسالة العام الماضى والتى كانوا
يعرضوا فيها محاولة المريض تحقيق اكبر قدر من اهدافه قبل فوات الوقت.
استفزتنى كثافة
تلك الاعلانات ..اما اكثر ما اثار حنقى ما لم يخطر فى بالى حقاً ..ففى احد تجمعات
الاصدقاء على الافطار تصادف وجود صديقتين واحدة منهما والدتها مصابة بالسرطان
والاخرى نفسها مريضة به ..فوجئنا بدموعهما تنهمر فى صمت فما كان منا الا ان اغلقنا
صوت التلفزيون وصمتنا لصمتهما .
بدءا الحديث
بالاعتذار وعندما طالبنا بمعرفة سبب البكاء فكان الرد ان هذه الاعلانات منتهى
السلبية لم يراعوا فيها مشاعر المرضى وانهم قد اصدروا حكم بالموت عليهم ..واكملت
صديقتى ان والدتها تبكى وهى ترى مثل هذه الاعلانات وانها ترى فى عينيها تسأول لا
تعرف اجابته هل انتهى الامل من شفائى؟ واخذت الاخرى زمام الحديث وقالت كيف تسمح
الرقابة بمثل هذه الدعايه واين منظمات حقوق الانسان ؟ هل تخلى اصحابها عن آدميتهم
ام نُزعت الرحمة من قلوبهم؟
قد يرى البعض ان المعترضين يملكون تكاليف علاجهم لذا لا
يشعروا بمعاناة من لا يستطيع علاج نفسه او ابنائه ..نسوا هؤلاء ان معنويات المرضى
جزء من العلاج وان هذا الفقير ايضا سيتأثر بتلك الدعاية.. ومن ناحية اخرى نجد
نموذج يمثل الامل يعرض نماذج تم شفؤها وعلاجها ..هل تلك المستشفى نسبة نجاح العلاج
بها مئه بالمئة ؟ هى اختارت ان تكون دعايتها ايجابية ..محفزة .. باعثة للامل.

لقد اهتمت شركات
الدعاية بتحقيق النجاح على حساب آلام البشر ..لو فكر كل منهم ان واحد من هؤلاء
المرضى من معارفة اواهله لاختلفت طريقة عرضه للفكرة من الاساس.لقد قال رسولنا
الكريم " الكلمة الطيبة صدقة " .. فكم من كلمة قد تكون السبب فى علاج
كثيرين وتغير سلوك آخرين وتشجيع للمشاهدين على العطاء طوال العام وليس فى شهر واحد
فقط.
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر