مبدأ المعاملة بالمثل

مبدأ المعاملة بالمثل







فاطمة عمارة
اشتد الخلاف بين
فتاتين على المائدة المجاورة لى مما لفت انتباهى للحوار فالاولى تحاول ان تقنع
صديقتها ان تتغاضى عن صديقة ثالثه وتبادر هى بالاتصال فوالد الثالثه مريض ويجب
السؤال عنه والوقوف بجانب صديقتهما .. والفتاة الغاضبة مصرة ان " المعاملة
يجب ان تكون بالمثل".
مصطلح  المعاملة بالمثل فى علم النفس الاجتماعى يشير
إلى الرد على فعل إيجابى بفعل إيجابى آخر، كنوع من المكافأة
. اما كمفهوم بين
من يتعامل به فهو القيام باعمال جيدة وتتسم بالمودة تجاه من يكون لطيف ومتعاون
معهم وردود فعل واعمال عدائية تجاة من يسئوا لهم أى أن تسود المصلحة الذاتية على
السلوك بشكل دائم.. فمن يتصل ليسأل عنى اسأل عنه ..ومن يهدينى بهدية اردها له بنفس
ذات القيمة ..ونجدهم يقيسيون بنفس المقياس فى الموت فمن  عزانى اعزيه ومن اكتفى بمكالمة اكتفى ايضا
بالاتصال به.
استغرب حقا هؤلاء
الاشخاص فقد حثنا الله تعالى فى قوله " ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا
الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌ حَمِيمٌ " ويقول ابن
العربى فى كتابه احكام القرآن عن فقه الآية (اسلك مسلك الكرام ، ولا تلحظ جانب
المكافأة ، ادفع بغير عوض ، ولا تسلك مسلك المبايعة ، ويدخل فيه : سلم على من لم
يسلم عليك ، وتكثر الأمثلة ، والقصد مفهوم ، فاسلكوه
.)
نقع فى حياتنا
اليومية فى صراع أعفو ام لا .. أعطى ام أمنع ..أبتسم ام أعبس ويزداد هذا الصراع مع
من نالنا منهم الاساءة باى شكل من الاشكال ، والتى قد تكون فى بعض الاحيان غير
متعمدة ..فمن الثابت ان الشئ الذى تستصعبه النفس هو الصواب وهو ما سيجازى عليه
الله خير الجزاء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( حفت النار بالشهوات، وحفت الجنة بالمكاره ) أى
أن كل عمل نستشعر ثقله وتكره نفسنا هو عمل يقربنا الى الجنه فى حين ان الامور السهلة
على النفس تبعدنا عنها ..فما أصعب أن يبتدر شخص المصالحة مع من خاصمه وخاصة إذا أحس
بالظلم وما أعظم جزاءه اذا فعل ذلك.
مبدأ عامل الناس
كما تحب ان تُعامل يتوافق مع ما حثنا عليه الدين .. وهو مبنى على الجود والكرم
فنمنح ما منعنا منه .. ونستبق الافعال الحسنة لعلها تكون لنا شفيعاً .. فمن بيننا
اليوم قد لا نجدهم غدا ..فلنصل من قطعنا .. ونعطى من حرمنا ..ونعفو عمن ظلمنا
..ونحسن لمن اساء إلينا .. نكن من اهل الفضل اصحاب المكارم . (وَلَا يَأْتَلِ
أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ
وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ )






 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر