الرضا بالمقسوم عبادة

الرضا بالمقسوم عبادة







فاطمة عمارة
تأملت جملة اتت
على لسان سيدة مسنة بسيطة  (الرضا بالمقسوم
عبادة) كم لخصت ببساطة حل مشكلات نواجها الان ..فاغلبنا يبحث عن دخل اعلى او يسعى
للوصول الى مستوى الحياة التى يعيشها اصدقائه او زملائه وفى احسن الاحوال يسعى الى
اقتناء ما يقتنيه الغير وإن كان بسيطا او صغيراً وفى متناول يده .. فهدفه ألا يفوت
شئ لا يملكه.
هذه الجملة هى مثل
مصرى قديم آتى من جيل تخلى اصحابه عن الطمع ورضوا بما رزقهم الله وشكروه عليه حق
شكره..جيل غلبت القناعة فيه الطمع  ..طبقوا
حديث الرسول صلى الله عليه
وسلم (وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ).
قد يكون احد اسباب قلة الرضا
بيننا انتشار الشبكات الاجتماعية التى نستخدمها جميعاً حيث يسعى كل شخص الى عرض
افضل ما فى حياته على تلك الصفحات فيعبر عن ذلك بصور وعبارات تلفت انظار الجميع..
فاذا تخيلنا ان حوائط منزلنا من الزجاج ، فماذا نرغب ان يراه المارة منه؟ هذا
بالضبط ما تقوم به تلك المواقع تجعلنا نبرز احسن ما فينا فيعتقد الآخرون ان حياتهم
اقل أواسؤ من غيرهم.وقد وصلت دراسة لجامعة ميتشجان بالولايات المتحدة الامريكية تقيس
"مستوى الرضا عن الحياة" لمستخدمى الفيس بوك الى انه كلما زادت مدة
تعامل الشخص معه زاد حزنا.. وبالطبع ردت عليها دراسات لتشجع استخدامه.
إن القناعة و الرضا كنوز
مفقودة فى حياتنا .. الطمع و النظر الى الامور نظرة ماديه بحته هى الاكثر انتشاراً
..لا يعنى الرضا الوقوف محلك سر وعدم السعى وراء الرزق او تحسين معيشتك وانما يعنى
السعى والرضا بعد ذلك بما رزقنا الله به.. فالاستسلام للحال هو نوع من التواكل
المرفوض.ويقول الشيخ الشعراوى (مادامت فيك بقية من العافية للعمل فاعمل، ولا تعمل
على قدر حاجتك فقط، ولكن اعمل على قدر طاقتك؛ لأنك لو عملت على قدر حاجتك فإن الذى
لا يقدر على العمل لن يجد ما يعيش به ..إذن فاعمل على قدر طاقتك لتتسع حركتك للناس
جميعاً).
الغنى
والفقر ليسا عيبا او ميزة وانما سلوك اصحابها ما يجعلها كذلك ..لقد جعل الله الرضا
شفاء للصدور وأمانا من الأمراض النفسية .. فالراضي متفائلاً فى جميع أحواله ،
منتظراً الفرج من الله ، مؤقناً بأن مع العسر يسراً ، فلايأس ، ولا قنوط ، ولا كسل
، ولا هوان ، ولا تهاون .. ومع استمرار الرضا نصل الى المنزله التى قالها تعالى (رَّ‌ضِيَ
اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَ‌ضُوا عَنْهُ)  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر