كلنا الاول .. مين التانى

كلنا الاول .. مين التانى

كلنا الاول .. مين التانى
تبدأ
الدراسة لتكون المحور الرئيسى فى كل الحوارات .. الكل يشكى ويتبادل
النصائح والخبرات .وفى احدى الجلسات نوهت زميلة كيف عاقب زوجها الابنة ورفض
توقيع ورقة امتحانها لانها نقصت درجتان.تذكرت وقتها كيف غضبت احدى زميلات
التدريب فى النادى ان ابنتها فقدت نقطة اثناء مبارة ودية وكيف نهرتها انها
لم تكن بالمستوى المطلوب منها.

علق الموقفين فى ذهنى ، وراجعت تصرفاتى مع ابنائى.. هل اقوم بما يقوم به
غيرى ام انقدهم وافعل مثلهم ؟ والسؤال الاهم .. هل الضغط المستمر على
ابنائنا هو الوسيلة الحقيقة لتحقيق النجاح والتفوق؟

يرى الخبراء العالميين انه يجب الاعتماد على المدرسة بشكل اساسى فى
التحصيل الدراسى حيث ان نقل هذه المهمة الى المنزل يعطى فرصة لابناء الطبقة
المتوسطة وفوق المتوسطة عن الطبقات الاقل فتلك الطبقتين يوفر فيها الاهل
المناخ المناسب من توفير مكان خاص للدراسة واجهزة كمبيوتر وامكانية دخول
على الانترنت.. اما الحال فى مصر فان الاعتماد الكلى يكون على المنزل واذا
لم يستطع الاهل المتابعة لانخفاض مستوى التعليم او ببساطة لان القدرة على
الشرح وايضاح المعلومة موهبة ليست عند كل الاشخاص فيلجؤا الى المدرس
الخصوصى.

هذا وَلد عبء نفسى وعصبى على الاهل هذا بالطبع بخلاف العبء المادى . ومن
هنا اصبح الاهل يتعاملوا مع ابنائهم انهم مشروع حياتهم .. استثمروا فيه
الجهد والمال .. والنجاح الحقيقى هو الوصول الى المركز الاول دون غيره فى
الدراسة والرياضة وحتى فى الهواية التى يمارسها.

وقد كشفت دراسة طبية حديثة نشرت مؤخراً وكانت تحت أشراف باحثين من جامعة
تكساس الأمريكية أن لجوء الطلاب إلى الراحة والتأمل قد يعزز قدراتهم على
التعلم ويرفع فرص نجاحهم وتفوقهم . اذا تأملنا نتائج تلك الدراسة نجدها
منطقية .. فاذا اجهد الانسان نفسة فى ممارسة بعض التمارين الرياضة يصاب بشد
عضلى .. وكذلك المخ اذا تكدست المعلومات فى فترة قصيرة بدون راحة يصبح من
الصعب استرجاعها .

ان النجاح هو تحقيق الاحلام ، وحلم كل اب وام ان يكون ابنائهم سعداء فى
المقام الاول.. وسعادتهم فى تحقيق ما يتمنوا هم وليس تحقيق امنياتنا نحن..
ولا يعنى تفوقهم العلمى تفوقهم فى المجالات الاخرى ،فلكل واحد قدرات يبرع
فيها دون غيرها .. وعلينا كاباء وامهات ملاحظة نقاط القوة والضعف فى
ابنائنا ومساعدتهم فى تنميتها والتخلى عن الكثير من العصبية والغضب  فقد
ممرنا بما بمر به ابنائنا ولم نكن جميعا من المتفوقين .. فقط نتأكد انهم
بذلوا الجهد اللازم لتحقيق النجاح .. فاذا حصل الجميع على المركز الاول فمن
سيكون فى المركز الثانى؟


fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر