الاحتياج والسعادة

الاحتياج والسعادة

تنوعت
نظريات علم النفس لشرح احتياجات الانسان الأساسية والمختلفة وتفسير
تصرفاته حسب تلبيه هذه الاحتياجات. فظهر هرم ماسلو للعالم النفسى الامريكى
ابراهام ماسلو ومدرسة "تنمية المقياس البشرى"(Human Scale Development)التى
وضعها مجموعة من علماء النفس منهم مانفريد ماكس-نيف ونقدت بشكل ما النظرية
الاولى.
يرى ماسلو ان الإنسان فى  حاجة دائمة ويقف ورائها دائما الدافع ،وهى
بالطبع تؤثر فى سلوكه اذا لم يتم اشباعها وتسبب آلاماً نفسية واحباط مما
يدفعه الى اتباع العديد من الحيل الدفاعية حتى يحمى نفسه من هذا الإحباط.
تتدرج الاحتياجات فى هرمه ليبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد
ثم تتدرج فى سلم يعكس مدى أهمية الاحتياجات.كما يرى وجوب اشباع الحاجات
الدنيا قبل الحاجات العليا.
وتبدأ قاعدة الهرم الاحتياجات الفسيولوجية  وهى الاحتياجات اللازمة للحفاظ
على الفرد مثل الطعام، الماء النوم وغيرها  والفرد الذى يعانى لفترات من
عدم إشباع الحاجات الفسيولوجية، قد يرغب فى المستقبل عندما يصبح قادراً أن
يشبع هذه الحاجات فى أن يشبعها بشكل مفرط ، احتياجات الأمان وهى امان نفسى
وصحى ووظيفى وامن ممتلكات وغيرها  ،الاحتياجات الاجتماعية وهى العلاقات
الاسرية والعاطفية واكتساب الاصدقاء وفي غياب هذه العناصر الكثير من الناس
يصبحون عرضة للقلق والعزلة الاجتماعية والاكتئاب ، الحاجة للتقدير وهى
حاجات الفرد في تحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة والشعور باحترام الآخرين
له والإحساس بالثقة والقوة ،الحاجة لتحقيق الذات وفيها يحاول الفرد تحقيق
ذاته من خلال تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر
قدر ممكن من الإنجازات.
وتعرضت هذه النظرية لعدة انتقادات منها انها تفرض ترتيب وندرج معين
للاحتياجات وتجاهلها للحاجات الدينية للافراد حيث ركزت على الجانب المادى
المحسوس وتجاهلت الجانب الروحى كما انها لم تحدد حجم الاشباع.
اما النظرية الثانية فتعتبر احتياجات الإنسان الأساسية  وجودية وهي قليلة،
ومحدودة، وقابلة للتصنيف وهى ثابتة لجميع الثقافات البشرية، وعبر الزمن،
والذى يتغير على مر الزمن وبين الثقافات هى الاستراتيجيات التى من خلالها
تُشبَع هذه الاحتياجات .ويجب ان نفهم احتياجات الإنسان كنظام  ولا يوجد فيه
تسلسل هرمي للاحتياجات وصنفها انها الوجود (العيش)، الحماية،المودة
(العاطفة) ،الإدراك (الفهم) ، المشاركة ،أوقات الفراغ، الإبداع، الهوية،
والحرية.ثم تصنف الاحتياجات وفقاً للفئات الوجودية من وجود ( الصفات )،
وامتلاك، وعمل ، وتفاعل.
اتفقت النظريتان على ان للانسان احتياجات يصل الى سعادته ورضائه عن نفسه
عند تحقيقها وهى تختلف وفق المجتمع والثقافة التى نشأ عليها الفرد
.وبالتالى فإن المجتمع السوى المنتج هو الذى يشبع الحاجات الاساسية لافراده
حتى يمكنهم الانتقال الى مراحل الانتاج والابداع اما المجتمعات التى يشعر
فيها افرادها ان حقوقهم الاساسية مسلوبه ولا يحققوا مستويات مختلفة من
الامان فتبقى فى خانه الجمود فترات طويلة.
يقول د. ابراهيم الفقى ان ادراك الشئ بداية تغيره ، والادراك 50 % للتغير
وهو ايضاً 50 % للتقدم والنمو فى الحياة. وليس معنى فشلنا فى تحقيق احدى
اهدافنا او الوصول الى نتائج معينه اننا فشلنا فى حياتنا بشكل عام ولكن
معناه ان نغير الفعل وبالتالى استخدم قدراتك فيه ، فالفشل فى تحقيق خطوة
يعنى زيادة معرفة للقدرات والطاقات الكامنة الداخليه  وادراكها والوصول الى
حلها.
fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر