احنا شعب كسول !

احنا شعب كسول !

قد
يستغرب البعض من عنوانى .. ولكن لتتأمل معى المجتمع حولنا .. فبالتأكيد
قابلت كثير من تلك النماذج التى سأذكرها لمجرد ملاحظتى المتكررة لها .ولا
استطيع ان احدد ايها اكثر انتشاراً فكلها منتشرة على كافة المستويات.
اصبح الوقوف صف تانى عادة اعتدنا رؤيتها واعتدنا القيام بها وكل هذا لكسلنا
.. كلمة صادمة بالطبع ولكن ألم (نكسل) ان نقف بسيارتنا على مسافة ابعد
قليلاً ونتمشى الى المكان المراد، ببساطة اعتبرنا هذا الفعل سيحتاج منا
مجهود اكبر من المدة التى سيستغرقها وجودنا فى هذا المكان وبالتالى قررنا
ان نريح انفسنا ونعطل الجميع معنا.
عبور الطريق ..
ويمكنا هنا ان نكتب الكثير من الحكايات ، فبالرغم من انشاء عدة كبارى
للمشاة إلا انهم قرروا انه من الاسرع عبور الطريق اسفل الكوبرى تماماً
كإنما وقوفه الشامخ فوق الرؤوس فقط لحمايتها من الشمس ولا يفرق اذا كان
طريق سريع او شارع عادى..اما عبور الطريق من منزل او مطلع الكوبرى فهو متعة
خاصة لاصحابها ويعتبرونها ممارسة صغيرة لرياضة الجرى بدلا من المشى بضعة
امتار والعبور من اسفله او من اشارة المرور وتبريرهم الذى يبدو منطقى ان
اسفل الكوبرى تحول لدورة مياة عمومية او غرف نوم لمشردين اما اذا كان الوقت
ليلاً فهو مكان مناسب جداً للسرقة على الرغم ان " حرامية" هذا الزمان
رفعوا برقع الحياء واصبحوا يسرقون تحت تهديد السلاح فى وضح النهار فى عز
الظهر .
احد اسباب انتشار القمامة فى شوارعنا الكسل .. فتجد شخص محترم فى مظهرة
يحمل كيس القمامة الخاص به ويضعه تحت اقرب شجرة او عمود نور بدلا من السير
حتى اقرب صندوق قمامة ، إما اصحاب السيارات الفخمة قبل العادية فمن العادى
ان تجد قذيفة طائرة من شباك سيارتهم امامك وانت وحظك بقى فهى قد تكون
محاولة لاصابة صندوق القمامة ككرة السلة او ببساطة القاء علبه العصير او
المشروب الغازى سواء كانت فارغة او تحمل بقايا .
ان قائمة الكسل المجتمعى طويلة وقد لا تنتهى .. فهو كسل سلوكى .. بالطبع
ليس المقصود بالكسل الذى يقابله الطبيب كأحد اعراض بعض الامراض العضوية او
النفسية والتى تؤثر على سلوك المريض ، ولكن المقصود تهاونا فى بعض التصرفات
من باب تسهيل امور على انفسنا وبدون ان ندرى او قد نكون على دراية بالاثار
السلبية على المجتمع من جراء هذا التصرف. فالكسل هو التثاقل عن الفعل مع
القدرة عليه.
لقد دعى النبى صلى الله عليه وسلم : " اللهم إنى أعوذ بك من العجز والكسل"
فى اشارة واضحة الى ان النشاط والحركة من سلوك الانسان المنتج ، ووصف ابن
القيم هذين الخلقين فى (  زاد المعاد ) أنهما " مفتاح كل شر".
نرغب جميعاً ان تصبح مصر كاحدى الدول التى نراها على شاشات التلفزيون ..
جميلة .. نظيفة .. منظمة .. ولكنها لن تصبح كذلك فى يوم وليلة وبقدرة قادر
.. الدول والمجتمعات الغربية ما هى إلا سلوك افراد المجتمع مع  تطبيق
قوانين حازم وعدالة فى تطبيقها .
fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر