اطلقوا العنان للتخيل

اطلقوا العنان للتخيل







اطلقوا العنان للتخيل


يعرف ريميز
ساسون المتخصص فى التنمية البشرية التخيل انه القدرة على رسم صور ذهنية لاشياء لم
تختبرها الحواس الخمس للانسان ، أى انه قدرة العقل لبناء مشاهد عقلية او احداث
اواشياء غير موجودة او حدثت فى الماضى.قدرة التخيل هو احد القدرات الداخليه
للانسان لتحقيق النجاح ومنها السلام النفسى ، قوة التركيز ،قوة الارادة والإنضباط
الذاتى وقوة العقل التى تتكون من الافكار والعقل ... والخيال موضوعنا الحالى
يمتلك
الجميع درجات متفاوته من القدرة على التخيل.. وهو يتيح للانسان تجربة العالم كلة
فى عقله ويمنح صاحبه الفرصة لرؤية اى موقف من وجهة نظر مختلفة وايضا اكتشاف الماضى
والمستقبل. وتتجلى تلك القدرة فى اشكال مختلفة منها أحلام اليقظة التى تساعد على
التخفيف من الاجهاد وتمنح بعض السعادة والهدوء. ويتعدى الخيال عند البعض رؤية صور
ذهنية لتستشعر الحواس الخمس وهى قدرات تزيد بالتدريب
.
قد
يعتقد البعض انها دعوة للانفصال عن الواقع والعيش فى ارض الاحلام التى نرغب فيها،
ولكن هناك الكثير من النجاحات التى تحققت من اختراعات إلى المجتمعات بدأت بفكرة
تخيل اصحابها تحقيقها ورسموا لها صوراً طوروها فى اذهانهم حتى حققوا النجاح
.
لا
احد ينكر ان هناك كثير من المساوئ التى تغلغلت فى مجتمعنا واصبحت كالسرطان ينتشر
على كافة الاصعدة.. تلك المساوئ مسئولية طرفين افراد المجتمع ذاته والمسئولون عنه
وهم فى واقع الامر جزء من افراده يمتلكون السلطة.. ولإصلاح تلك المساوئ فهناك
قواعد وقوانين يجب ان تطبق على الجميع بدون استثناءات وهناك دور الافراد فى
المساعدة على القضاء على تلك المساوئ بايجاد حلول بسيطة او ابسط الامور الالتزام
بالقواعد وإن لم يكن هناك احد اخر يلتزم بها
.
فإذا
نظرنا لمشكلة واحدة على سبيل المثال وهى مشكلة المرور نجد ان قائد السيارة فى
شوارع القاهرة لا يلتزم بابسط امور السلامة الشخيصة ويتذمر من الوقوف الطويل فى
اشارات المرور ويبتكر فى ايجاد الحلول التى يكون اولها السير عكس الاتجاه او بسرعة
عاليه او التحرك بشكل متعرج ( الغرزة) على اساس انه عبقرى القيادة وغيره هم من
تسبب فى الاعاقة المرورية. نفس هذا الشخص اذا وضع فى اى دولة اخرى يلتزم حرفيا بكل
قواعد المرور يترك مسافات مناسبة بينه وبين من يسبقة، يحرص على الوقوف فى الاشارات
دون اطلاق بوق السيارة، ولا تزيد سرعته عن السرعات المقررة ويحترم المشاة
.
فالمشكلة
كما يتضح انها مشكلة التزام الفرد، قد يرجع البعض السبب لثقة الافراد من عدم
التزام الجميع ويرجع البعض الاخر ان القوانين لدينا ضعفية
.. لا تعنينى الاسباب الان ولكن يعننى
الفرد فهذا الانسان فى مقدوره ان يلتزم ويحقق المجتمع المثالى واذا تكاتف الجميع
ولو حتى بقدرتهم على تخيل هذا المجتمع المنشود وبدأوا فى الحديث عنه مع بعضهم
البعض ومحاولة تطوير الصور الذهنية لديهم وتطبيقها على ارض الواقع ونشر الفكرة بين
معارفهم قد ننجح فى استصائل هذا الورم الخبيث المتغلغل وحتى ان طالت المدة لتحقيق
ذلك
.. فاطلقوا
العنان للتخيل وتحدثوا عنه وطوره وانشروه لمستقبل مزدهر لابنائنا
.
fatma@ahram.org.eg








 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي