حملة واحدة لا تكفى

حملة واحدة لا تكفى







حملة واحدة لا تكفى..
فاطمة عمارة
الحب .. الرحمة .. التسامح ..الاحساس
بالاخر.. الانصاف.. التعاون.. المبادرة.. الاتقان.. البساطة.. الطموح وغيرها من
قيم اخلاقية وزعت فى لافتات بالشوارع ضمن حملة ( اخلاقنا) التى بدأت الاسبوع
الماضى وتستمر لمدة ثلاث اشهر حتى نهاية ابريل تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة
ويشارك فيها مجموعة كبيرة من رموز المجتمع دينياً وفنياً ورياضياً.
تهدف الحملة
كما اُعلن إلى إعلاء قيمة الأخلاق فى المجتمع، واسترجاع القيم الأخلاقية التى غابت
عن المجتمع المصرى ، وانطلقت على صعيدين الاول إعلامى فى التلفزيون والراديو
وشبكات الإنترنت، والثانى متمثل فى أنشطة شبابية بجميع المحافظات .ودعت الى إبراز
نماذج لمن نعتبره (
سفير أخلاق ) .وسيتم تحويل انشطتها إلى مشروعات دائمة
ومستمرة، حتى يمتد أثرها بشكل متصل لجميع فئات المجتمع .
بالطبع لا احد
ينكر الحاجة الماسة الى تعديل سلوكيات واخلاقيات المجتمع اجمع واعادة غرس القيم
المفقودة فيه .. ولكن السؤال الذى يفرض نفسه الان هل تكفى هذه الحملة وانشطتها فى
اعادة الامور إلى نصابها فى مجتمع ارتفعت قيمة ( الانا) عن غيرها ؟ وهل يمكن اصلاح
ما افسدته خمسون عاماً فى بضعة اشهر؟
إن تعديل اى سلوك
يجب اولا تحديده وتحديد الظروف التى يحدث فيها ، تقديم تعزيز لإظهار السلوك
المطلوب سواء كان مادى أو معنوى أو غذائى وان يكون التعزيز فى البداية فوريا أى
فور حدوث التغيير.
ويعتبر علماء النفس والتربية إن مرحلة
الطفولة هى مرحلة غرس القيم والاخلاق ومرحلة المراهقة لتثبيتها ويصبح من الصعب
تعديلها فى فترة الشباب ،وهذا يعنى إن علينا التوجه الى الاطفال .. وبالتأكيد
الاسرة 
هى الأساس في تكوين الأخلاق والسلوكيات لدى الأبناء ..والسنوات السبع
الأولى هى الأكثر تأثيراً على تكوين مهارات الطفل وتنميتها، وغرس جوانب الأخلاق
والقيم  والسلوكيات الحميدة.ولهذا فإن من الافضل توجيه حديثى الزواج وتدريبهم
على وسائل التربية واصولها وكيفية غرس القيم .
وتشارك المدرسة الاسرة فى التربية فى هذه السن المبكرة ، وبالتالى فإن
اعادة تأهيل المعلم اخلاقياً من اهم الشروط للنهوض بالمجتمع على الجانب الاخلاقى
والعلمى ..فهذا التأهيل سيؤدى الى رفع مستوى القيم لديهم وينعكس على اسلوب تعامله
وتأديته لمهامة الاكاديمية
ان أهم ما تقوم به القيم والاخلاق هو
تحدد للأبناء أساليب التعامل والتواصل وقواعد الاتفاق والاختلاف بين الناس.. وحتى
نتمكن من غرس هذه القيم فى ابنائنا هناك شرطين أساسيين الأول توفير البيئة الداعمة
،الثانى استخدام التوجيه والتعليم الإنسانى.
هدفنا جميعاً رفعة
المجتمع والنهوض به ولا يتحقق ذلك بدون الاخلاق والقيم سامية التى تظهر عند تفعيل
وتعزيز دور الأسر وإشراكهم في إعداد وتخطيط وتنفيذ البرامج التربوية والتعليمية
عند اتخاذ القرارات التي تخص أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة
.
هناك حكمة شهيرة
تقول: ازرع فعلاً  لدى الطفل ... تحصد عادة، ازرع عادة لدى الطفل ..... تحصد
شخصية، ازرع شخصية  لدى الطفل.. تحصد مصير البشرية . فلنبدأ البداية الصحيحة.


 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر