وبالباقى لبان !!

 وبالباقى لبان !!







وبالباقى لبان !!


تخضع عملية
تسعير المنتجات إلى علم خاص بها يندرج تحت علم النفس ويسمى (علم نفس الأسعار ) وله
الكثير من الدراسات والكتب التى توجه الشركات والمصانع الى افضل السبل لجذب
المشتريين
.
تخفيض
..عرض خاص .. فرصة .. لفترة محدودة
.. فقط .. استثمار وغيرها كلمات معبرة عن انخفاض الأسعار تلفت الانتباه أكثر
من استخدام السعر بدونها ولها تأثير مساوٍ للارقام المخفضة التى نراها دائما (
0.99 ) فينتبه المشترى الذى يميل فى العادة الى توقع الخسارة فى صفقاته ويحسم
تردده للشراء
.

شرحت بايجاز شديد فكرة التسعير قبل
الحديث الرئيسى للمقال فجزء منه متعلق بالتسعير ووجب علّى شرح الحكمة او السبب من
وضع التسعير بهذا الشكل
.. وهذه الطريقة عالمية بالطبع ولها مردودها على كل من المستهلك
والمنتج ، ومن الطبيعى ان يستخدمها البائعون على مختلف سلعهم .. وعلى عكس ما يحدث
فى الخارج فان القرش المتبقى من ثمن السلعة لا يعود الى جيب المشترى
.

وحقيقة الامر ليس القرش وحدة وانما
الخمسة قروش والعشرة قروش وفى بعض الاحيان الربع جنية ايضاً.. يتم خفض قيمة السلعه
فقط فى لوحات التسعير على ارفف المحلات والباقى من السعر يذهب الى صاحب المحل او
عامل الخزنة او خلافه .. وبالفعل سألت فى احد محلات السوبر ماركت الشهيرة لماذا لا
يعيد الى المتبقى من قيمة الفاتورة وكانت اجابته ان البنك لا يسلم عملات معدنية من
فئات قليلة ، ولا يعرف ما يحدث للزيادة فى خزينته عندما يسلمها ولكنه يدفع من جيبة
اى نقص فيها
.

اخذ هذا الموضوع حيز كبير من تفكيرى
.. وزاد مع وجود لوحات اعلانية لاحد مطاعم الوجبات السريعة وقد وضع السعر و بجوره
(0.27 ) .. اصابتنى الدهشة فمن اين آتى له بقرشين وقد وقف التعامل بالقروش منذ
سنين ؟ واين الاجهزة التى توافق على التسعير وتدعى حماية المستهلك ؟ ببساطة هذا
السعر سيتحول الى رقم صحيح وهو خمسون قرشاً اى ارتفع سعرها (0.23) بدون اى رقيب
.

يندرج عدم رد الباقى للمشترى تحت
الطفيف الذى ذكره القرآن ، وهو
(تقليلَ نصيب المكيل له ، وزيادة نصيب المكيل إليه ، فإذا
اشتريت تأخذ زيادة ، وإذا بعت تعطي الأقلّ ).وفق تعريف موسوعة النابلسى.. ويندرج
تحت التعريف الواسع له كل انواع الغش التجارى ، وقد سمى بهذا لانه لا يأخذ إلا القليل
وهو نوع من انواع السرقة
.

وقد رأى بعض اصحاب المحلات كحل حتى
يخرجوا من هذه الشبهة ان يعطوا المشترى بقيمة ما له من مال بضاعة اخرى مساوية لها
فى السعر وان لم يكن يرغبها وخاصة السوبر ماركت فتعود ومعك الباقى لبان او كبريت
..

شكراً لكل نظريات البيع والشراء وجذب
المستهلك ولكنى افضل وضع الاسعار الحقيقة على المعروض من بضائع او اعادة طرح
العملات الصغيرة التى وقف تداولها وهى من المستحيلات مع وضعنا الاقتصادى الحالى ..
وكحل مؤقت حتى يتم حل هذه المعضلة وضع علب اللبان فى كل انواع المحلات حتى نأخذ
" الباقى لبان
" .fatma@ahram.org.eg

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر