ليلة من ألف ليلة

ليلة من ألف ليلة:







الف ليلة وليلة
 فاطمة
عمارة
تلقيت دعوة من مدرسة ابنتى لحضور الحفل الذى يعده
قسم اللغة الانجليزية للسنة الدراسية وكعادتى كل عام اخذت قراراً بحضور الجزء
الخاص بغاليتى والرحيل بعدها وخاصة ان مسرحيتها ستكون اول العرض وهذا ما يهمها .
وبالفعل جلست بالصفوف الاولى بالمسرح واستعددت لليلة من ليالى الف ليلة وليلة.
بعد النشيد الوطنى ،بدأت التقديم الاستاذه
الفاضلة المشرفة على القسم للمرحلة الاعدادية وشرحت فيه ان المدرسات طلبن من
الطلاب والطالبات ان يتقدموا بافكار تعرض المشاكل التى يواجهها المراهقون مع وضع
القصة واختيار ابطال العرض والاطار الذى ستقدم فيه المشكلة.. وقد اشادت بابنائنا
وبناتنا حيث انهم قدموا افكارهم ولم يستسلموا لاى رفض وقدموا الحجة لاصرارهم وانهم
هم من اختاروا تقديم المسرحيات المختلفة فى صورة حكايا ترويها شهرذاد على شهريار
.. وبالطبع تمنت لنا الاستمتاع بالعرض.
كانت المقدمة تحكى كيف تزوج الامير من فتاة من
عامة الشعب ،وان الشعب نفسه اجتمع واختارها حتى يمكنهم وقف نزيف دم العذارى كل يوم
لما عُرف عن شهرذاد من حكمة وعقل .. لتبدأ بعدها سلسة من الحكايات التى جذبتنى فلم
استطع تنفيذ قرارى وبقيت فى مكانى ما بين ابتسامة ودمعه ترقص فى عينى وتصفيق
تشجيعاً لابطال العروض.
لقد لمس الصغار القلب ببساطة كلماتهم التى
اختاروها .. بتحديدهم لمشكلاتهم وصياغتها وعرضها .. لقد اوضحوا حيرتهم فى رغبتهم
فى السعادة وتشتتهم فى الحزن العام ، تميز يقوم به المدرسون والمدرسات للمتفوقين
علمياً دون غيرهم ،محاولة وضع عقولهم فى قوالب ورفض المختلف منهم ، المشكلة
الدائمة المخدرات كانت صاحبة نصيب الاسد فى العروض فقد تناولوها من اكثر من زاوية
، بر الوالدين وما يوجد بين البعض منهم من عقوق او سؤ معاملة ، منعهم من التعبير
عن آراهم وكتم افواههم من كل الكبار حولهم ، التفريق بين الاخوة فى المعاملة .
ولم ينسوا مشكلة الشللية ومحاولة بعض الطلبة
السيطرة على الاخرين ، وختموا العرض بحكاية عن احداث مباراة الاهلى فى بورسعيد
وانقسام المشجعين لراغبى فى الانتقام ورافضيه ليؤكدوا ان اخذ الثأر بيد الافراد لا
يصح وان الله هو الكفيل برد الحقوق لاصحابها ويتركونا مع دموع تصاحب اغنية "
يا بلادى" .
وقف الحضور يهنئوا المدرسات ويقبلوا الابناء
لتقطع هذا كله كلمة مديرة المدرسة وهى تعلن فخرها بابنائها وبناتها وتشكر اهلهم
لسماحهم لهم بالمشاركة وتوفير كل جهد. زادت كلماتها شعورى بالفخر .. فخر نبع من
الاحساس بنضج هؤلاء الصغار ، لقد اثبتوا فى عرضهم الفنى البسيط انهم انتقلوا من
مرحلة الطفولة الى مرحلة الشباب بوعى كامل عما يواجهوه من مشكلات بل يعلموا تمام
العلم كيفيه حلها رافضين تمام الرفض ان يفرض عليهم رأى او تقيد حريتهم بشكل من
الاشكال .




 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر