ثقافة الطوارئ المنسية

ثقافة الطوارئ المنسية:







ثقافة منسية
فاطمة عمارة
يفتقد
مجتمعنا المصرى ثقافات مهمة هى اساس تعامل افراده ودعامته فى التغيير والتقدم..
فمع كل ما حدث خلال الست سنوات  الماضية
اصبح من الجلى   افتقارنا لثقافة الاختلاف
، وثقافة تقبل الاخر ، ثقافة الاعتذار ، وثقافة الشكر ومن المؤكد انعدام ثقافة
الطوارئ .وسادت الثقافة الاستهلاكية على حساب غيرها.
تُعرف الثقافة فى قاموس
المعانى مجموعة من القيم المشتركة بين مجموعة من الناس ، بما في ذلك السلوك
المتوقع و المقبول من الناس ، و الأفكار ، والمعتقدات ، والممارسات
. والفعل
"ثقف " يعنى حذق ، مهارة ويعنى ان صاحبها صقل نفسه وهذبها واصبح عنده
فطنة وذكاء.. وانحصر التعريف بيننا انها تمثل الرقى الفكرى والأدبى والاجتماعى
للاداب والفنون ..إلا ان مصطلح " ثقافة " يستخدم فى التعبير عن أحد
المعانى الثلاثة الأساسية وهى التذوق المتميز للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية،
وهو ما يعرف أيضا بالثقافة عالية المستوى ، النمط المتكامل من المعرفة البشرية،
والاعتقاد، والسلوك الذى يعتمد على القدرة على التفكير الرمزى والتعلم الاجتماعى ،مجموعة
من الاتجاهات المشتركة، والقيم، والأهداف، والممارسات التى تميز مؤسسة أو منظمة أو
جماعة ما
.وتندرج الثقافات
السلوكية تحت المعنى الواسع لمفهوم الثقافة .
والمقصود بثقافة الطوارئ
ان يكون افراد المجتمع مدربين او على الاقل على معرفة بالخطوات الضرورية اللازم
اتخذاها عند وقوع خطر ما بمحيطهم.وما حدث الاسبوع الماضى من حرائق كارثية اثبت عدم
وجود اية معرفة للمبادئ البسيطة لوسائل الحماية والامان.
تأمين الاماكن من
الحرائق والتعامل معها ليس وحده مشكلتنا كأفراد بل اننا وبشكل يومى نقابل كسراً
واضحاً لقواعد الطوارئ .. صحيح اننا لا نملك فى شوارعنا حارة مخصصة للطوارئ
وسيارات الاسعاف والمطافئ والشرطة إلا انه يوجد بعض القواعد الاساسية من المفترض
ان يقوم بها السائقين بمجرد سماعهم لصفارات تلك السيارت ألا وهو افساح الحارة
اليسرى من  الطريق بشكل فورى وهذا يستلزم
من السيارات على يمين الطريق ترك اماكن تسمح بدخول السيارات إليها .
الواقع
المرير لا احد يسمح ان تتم عملية الدمج بشكل سريع بل يقوم الاغلبية بانتظار وصول
السيارة التى تصرخ  صفارتها فى استجداء
مستمر بل يصل الامر ان تزيح من امامها السيارات إما بالنداء على صاحب السيارة
برقمها ونوعها او برفع صوت الصفارة.
لقد اصبحت
ثقافة الطوارئ مادة تدرس فى دول العالم يتم تدريب الاطفال على التصرفات الواجب
القيام بها عند وقوع مشكلة فالطفل منذ نعومة اظافرة يعرف رقم النجدة ويعرف ما عليه
ويثق ان هناك من سيساعده فى مشكلته ، وقد قامت بعض الدول العربية بادخالها حديثاً
فى مناهج التعليم.وليس المقصود ان تدرس فى المدارس ان يمتحن فيها الطالب وانما
تكون بمثابة تدريب مثل كيفية اخلاء مبنى او التصرف عند اشتعال حريق صغير وما العمل
اللازم لاسعاف شخص اخر.
ما يرأه
البعض رفاهية قد يكون سبب اساسى لانقاذ حياة وحماية مجتمع ..احرصوا على الثقافات
المنسية واغرزوها فى ابنائكم فثقافات مثل الشكر والاعتذار والاختلاف وتقبل الاخر
والتعامل مع الطوارئ اساس مجتمع متماسك متفهم يسعى للتقدم .
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي