عندما يغلف العنف .. بالشيكولاته

عندما يغلف العنف .. بالشيكولاته





عندما يغلف العنف .. بالشيكولاته
لفت
نظرى فى جلسة عائلية امام التلفزيون اعلان لشيكولاته .. يبدأ بمراهق يصفف
شعرة كنجوم الروك واخته الصغيرة تبدى اعجابها بملابسة الضيقة (سمة هذا
الجيل) ليقتحم الغرفة والده غاضبا يعلن رفضه لهذا الاسلوب فى المظهر ويبدأ
فى فك حزام البنطلون لتخرج الصغيرة جرياً من الغرفة مرتعشه ويغلق بابها
لنسمع صوت الام الواهن ثم صوت الاب وهو يضرب ابنه وصراخهما.
اصابتنى حالة من الصدمة ولانتبه على صوت ابنة اخى الصغيرة وهى تطلب منى
عدم شراء هذا النوع من الشيكولاته .. وعند استفسارى لماذا هذا الرفض هل
طعمها سئ ؟ اجابتنى ان هذا النوع يأكله الاولاد بعد   " العلقة السخنة "
وهى لا تريد ان تعاقب مثلما عوقب هذا الولد.
اعجبنى رفضها للعنف رغم صغر سنها .. وتذكرت ان هذا النوع من الشيكولاته
عندما ظهر لاول مرة كانت تقدم اعلانه بنت  شقية لفتت الانظار  لخفة ظلها
وكثرة حركتها ووجها المبتسم تحولت بعد ذلك الى فنانه مشهورة لها اسم رنان
.. وقارنت بين الاعلانين .. هل هما انعكاس لواقع الحياة للفترة الخاصة بكل
منهما ؟ ام خطأ فريق اعلانى فى اعداد حملة ؟ وكيف لا يكون فى تلك الحملات
الاعلانية مراعاة للبعد الاجتماعى ومدى تأثير الاعلان على الاطفال
والمجتمع؟ اصبح عالمنا عالم مادى بحت يسعى وراء المال فقط.
عندما يغلف العنف بالشيكولاته لا يصبح مذاقة جميلا بل يظل مُراً كالعلقم
.. والعنف الاسرى مرفوض على المستوى الدينى والاجتماعى .. وتأديب الابناء
بالطبع ضرورى وواجب على الاباء ولهذا اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم ووضع
لنا النهج فى ذلك "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم
عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".  وشرح العلماء ان التأديب
بالضرب مقيد بالسلامة واوضحوا ان الاسلام  حدد اربع شروط لهذا التأديب وهى :
ألا تزيد على ثلاث ضربات وإلا فهى قصاص وهو مرفوض ، لا يضرب الوجه ، لا
تضرب اماكن مؤلمة ، والاهم لا تعاقب وانت غاضب  فالغضب يخرج صاحبه عن
السيطره على نفسه .
إن العنف الاسرى من المشكلات الاجتماعية العالمية .. نستطيع تجنبها بحسن
العشرة والتراحم والتغافل عن الصغائر ولا يمكن حلها فى يوم وليلة .. وتبدأ
كل قصة منها بالتصرف فى لحظة الغضب .. ويمكن ان تلعب وسائل الاعلام دوراً
هاماً فى التوعية وليس بمثل هذه النوعيه من الاعلانات. 
 
fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي