للعقاب قواعد

للعقاب قواعد





للعقاب قواعد
تختلف
اساليب التربية من مجتمع لاخر .. ويختلف معها سبل الثواب والعقاب .. ولكن
لا يوجد ما يمنع ان نبحث عن اساليب جديدة تتماشى مع تقاليدنا وعاداتنا وفى
نفس الوقت نحقق واجبنا كآباء نحوهم .
يتفق الكثيرين الأن أن أساليب العقاب التى تعتمد على الضرب والإيذاء
النفسى والبدنى للطفل لا تصلح فى الوقت الحالى وتؤدى الى نتائج عكسية فى
واقع الامر.. وبدء البعض فى استخدام طريقة حرمان الابن المخطئ من بعض
المزايا الممنوحة له كإلغاء فسحة متفق عليها او سحب بعض الالعاب المفضلة
له.
 
صادفت على الفيس بوك قائمة تحمل عنوان " مبروك انت معاقب" اعدتها ام
امريكية، والقائمة لا تحمل نوع العقاب ولكن تحمل الوسائل التى على الطفل
القيام بها حتى يتم إلغاء العقاب الواقع عليه. وهى عبارة عن عدة مهام
منزليه وامام كل مهمة درجة يحصل عليها الطفل وعند وصوله الى 500 درجة يرفع
عنه العقاب. 
 
لفتت نظرى القائمة وطريقة التفكير فالأم بدأت قائمتها بمهمة كتابة خطاب
يعبر به الطفل عن حبه لأحد أفراد الاسرة وهذا يفيد فى تدريب الطفل على
الكتابة والتعبير عن النفس وفى نفس الوقت زيادة الترابط الاسرى والحب بين
افرادها. ويليها اعمال منزلية يمكن للطفل ان يقوم بها.. هذا الترتيب يغرس
فى الطفل ان افراد اسرته يأتون فى المقام الاول قبل اى عمل اخر، كما تتيح
له فرصة اختيار المهام التى يرغب القيام بها للوصول الى النقاط المطلوبة
مما ينمى عنده اتخاذ القرار والمسئولية عن قراره.
 
وجدت اننا دوما نسعى الى العقاب على الاخطأ وننسى ان نوضح لم تمت المعاقبة
ولماذا نرفض هذا السلوك او التصرف من ابنائنا ..ولا نستغل الفرصة ليتعلم
اولادنا من اخطائهم اشياء وسلوكيات جديدة .فنحن نشتكى ان الابناء لا
يشاركوا فى اعمال المنزل وان الام تتحمل كل المسئوليه من ترتيب غرفهم
وكتبهم واعداد الوجبات الرئيسية لافراد الاسرة جميعاً وغيرها من الامور
التى تقوم بها .. ونأتى فى سن معين ونطالبهم بالمشاركة والمساعدة فقد
اصبحنا لا نتحمل المجهود وحدنا .. ويقابلنا منهم النفور والرفض فمن تربى
على شئ شاب عليه.. فى حين ان تلك القائمة تخدم هدفين الاول تعليم الابناء
ان لكل خطأ يوجد عقاب ولا مفر منه والثانى المشاركة وتعلم الامور الاساسية
للاعتماد على النفس.
 
إن الهدف من التربية هو تكوين انسان ذو شخصية مستقلة متوازنة ناجح ومتميز
.. ولا يمكن ان يظهر هذا فى يوم وليلة ولكن يتم بناء تلك الشخصيه منذ نعومة
الاظافر وليس صحياً ان يرفض البعض معاقبة الابناء بحجة ان سنهم صغيرة او
انهم لا يفهمون .. نحن امام جيل يتعامل مع التكنولوجيا قبل ان يبدأ التكلم
بكلماته الاولى .. فعلينا ان نستعين بكل الوسائل لتعلم اساليب تناسب هذا
الجيل ولا بأس ان نستعيين بطرق استخدمها غيرنا لنحقق الهدف الاساسى فالهدف
من العقاب ان يتعلم الطفل السلوك المحترم وليس الهدف ايلامه او تجريحه.
  
 
fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر