الثانوية العامة .. غم وهم

الثانوية العامة .. غم وهم







الثانوية العامة .. غم وهم
فاطمة عمارة
ظهرت نتيجة الثانوية العامة وفرح الناجحون
الذين حققوا المجموع الذى املوا فيه وحزن من دونهم .. فما بذلوه من جهد وتعب لا
يتساوى مع ما حصلوا عليه من الدرجات.
رأفت وزارة التربية والتعليم بحالهم –
كعادتها كل عام – وفتحت باب التظلمات ليتقدم 
32732  طالب وطالبه لاعادة فتح
88419 كراسة  فى عدة مواد ، بالطبع بعد
استيفاء شروط التظلم واولها دفع مبلغ مائة جنية لكل مادة ترد فى حالة احقية
المتظلم فى الدرجات ، ثم شراء استمارة وملئها لتقديمها للجنه التى تحدد له موعد
لفحص اوراقه وكتابة الملاحاظات فى كراسة اعدت خصيصاً لهذا. وخرجت الوزارة تعلن انه
اجمالى عدد الحالات التى استحقت التظلم 3082 وتم اضافة الدرجات من نصف درجة الى
اكثر من ثلاث درجات وابلاغ  مكتب التنسيق
باسمائهم لتعديل الكليات الخاصة بهؤلاء.
قد يسعد الخبر الكثيرين وخاصة المقبلين على
عام جديد للثانوية العامة ، فهو يبشرهم بان حقهم سيعود حتى لو ظلموا .. إلا ان
الواقع الحقيقى مخالف لهذا. فوفق الخبر تم رد درجات لاقل من 1% من المتقدمين ولم
تزد الدرجات المضافة عن " اكثر من ثلاث درجات" وهى بالطبع كلمة مطاطية
لا توحى بالحد الاقصى لما فوق هذه الدرجة .فهناك حالات زادت الدرجات المستحقة عن
ذلك ووصلت فى بعضها الى خمسة عشر درجة بخلاف اسئلة لم يتم تصحيحها فى الاساس ولن
يعاد تصحيحها  ، ولم نسمع عنها فى الاحصاء
المعلن عنه لان لجنة التظلمات لا تعترف بإضافة درجات إضافية إلا فى حالة عدم تصحيح
جزئية من سؤال ، أو وجود خطأ فى جمع الدرجات فقط
 .
برر بعض موجهون وزارة التربية  والتعليم ذوى الخبرة ان اسباب الاخطاء فى
التصحيح ترجع الى أن نسبة كبيرة من المصححين لا يمارسون تدريس مواد الثانوية
العامة بالفعل وارجعوا سبب ذلك لغياب الطلاب طوال العام الدراسى اما السبب الثانى
الذى اصابنى حقاً بالذهول ان هناك طلاب مستواهم أعلى من المدرس ، لقد اصبح التفوق
والذكاء مشكلة ،واصبح فهم المواد وليس حفظها وحفظ الاجابات النموذجية مشكلة اكبر.
ان اهداف المرحلة الثانوية تتمحور حول بناء
الشخصية القادرة على مواجهة المستقبل ،على عكس الواقع اصبحت تلك المرحلة هم كبير
للاسرة التى تركز كل جهودها المادية لمساعدة ابنائها فى التحصيل والحصول على اعلى
درجات ممكنه والاولوية الاولى فى تلك الاسرة للدروس الخصوصية التى تحقق هذا الهدف
، وغم للطالب منذ خروجه من المرحلة الاعدادية وحتى ظهور نتيجة تنسيق الجامعات فهو
من البداية يتم الضغط النفسى عليه ليستعد لثانوية العامة والتى يبدأ مذاكرة موادها
فى فصل الصيف وقبل بدء الدراسة الفعلية بما يقرب من الشهرين .ومع ظهور النتيجة
تبدأ مرحلة جديدة من الحزن فاحساس الظلم اصعب احساس يختبرة الانسان فما بالنا بشباب
وفتيات فى مقتبل العمر .
ان ما يحدث فى الثانوية العامة من بدايتها ما
هو الا رسالة غير مباشرة لجيل قادم يعلم جيداً انه سيواجه فى الحياة من يظلمه وانه
فى الاغلب لن يحصل على حقه ..علينا عند التحدث عن التعليم وتطويره ان ننظر الى كل
جوانب المنظومة وليس جانب واحد فقط فنحن نبنى انسان الغد.

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر